عن دار الرمك للنشر صدر للمهندس أزهر كنجي كتابه الأوّل «خواطري ... يقولون إنها مشفّرة ...!»، متضمناً 435 خاطرة قصيرة مرقّمة بلا عناوين. ولم يجانب الكاتب الصواب إذ وصف خواطره بالمشفّرة فهي تتميّز بأفكارها الجريئة التي لا تظهر بسهولة للقارئ رغم لغتها السهلة. ويلجأ كنجي في كتابته لمعظم خواطره للأسلوب السردي ما يجعل الخاطرة، التي نادراً ما يزيد طولها عن أربعة أسطر، تبدو أقرب إلى القصة القصيرة جداً. وتظهر في لغة المهندس كنجي آثار عمله التجاري والصناعي حيث يدمج مصطلحات وعبارات مجال اهتمامه بلغة الخاطرة بذكاء لا يجعل صلابة هذه المفردات يفسد اللغة الرشيقة للخاطرة، يقول في إحدى خواطره: « نظر إليها من النّفق السابع .. تمشي في اتجاهين متوازيين .. تدنو من شارعه التجاري وتقذف بما تيسّر .. مشروعها الأوّل يأخذ من قلبه مضلّعاً سكنياً بلا وثيقة .. يطلبها المثول أمام واقع السوق .. لكنها تركزه بكتفها وشفاهها على الدائريّ الثاني «. ولا يكتفي الكاتب بطرق المواضيع الوجدانية الغالبة على معظم الخواطر بل يوسّع دائرة مواضيعه لتشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسة، ويذهب كنجي في التبسّط اللغوي إلى حدّ كتابة خاطرة كاملة باللهجة العامية أو استخدام أسلوب السجع في نهايات الجمل في محاولة إلى الاقتراب من عالم الشعر..