طلب مني الأستاذ خليل الفزيع قبل أشهر ترشيح أحد الفنانين لتكريمه في مهرجان الرواد والمبدعين العرب الذي تنظمه دولة قطر2010، والحقيقة لم أتردد في طرح اسم الفنان عبدالحميد البقشي عليه لما لهذا الفنان من مكانة كبيرة في قلوبنا نحن العارفين بمسيرته الفنية طيلة العقود الماضية ومنذ السبعينات عندما بدأ يرسم في المراكز الصيفية وقبل ذلك في مدارسه الابتدائية والمتوسطة ثم معهد التربية الفنية. تاريخ البقشي حافل بالانجازات الفنية التي لم يمنحها هو بنفسه فرص الظهور إلا خلال الفترة المبكرة من تنظيم المعارض الجماعية في المنطقة الشرقية في الأحساء والدمام، وبقيت مشاركاته فيما بعد متفرقة بين بعض المعارض التي لا تتناسب ومستواه الفني، والواقع أنه ربما كان حريصا على أعماله وخشيته عدم إعادتها إليه أو إصابتها بعطب أو تلف أو حتى فقدها كلية، وهو في الواقع ما كان يعانيه وكثير من زملائنا الفنانين خلال تلك الفترة والى الآن. الخطوة التكريمية التي أعادت البقشي إلى الساحة بهذه الصورة الحذرة، قد تشجع على أن ترتسم لديه ثقة أكبر في أن يهيئ لظهور أكثر وضوحالاحظت بعد عودة الفنان من قطر وبعد انتهاء حالة التكريم الذي يشمل عدة جوانب في الآداب والفنون قد انعكس على البقشي الذي دخل إلى عالم الفيس بوك، وبدأ بنفسه نشر أعماله القديمة ومنه بعض بداياته بالقلم الرصاص، وكان قبل ذلك يمتنع عن أن يُطلع أحدا على أعماله أو يصورها، وقد واجهتني شخصيا تلك العقبة عندما كنت أعد لكتابي مسيرة الفن التشكيلي السعودي عام 1999، ولم أستطع الحصول منه على صورة لوحة واحدة إلى أن تصرفت من بعض المقربين منه أو ممن يحتفظون بصور لبعض أعماله بجانب ما لدي من أرشيف عنه. هذه الخطوة التكريمية التي أعادت البقشي إلى الساحة بهذه الصورة الحذرة، قد تشجع على أن ترتسم لديه ثقة أكبر في أن يهيئ لظهور أكثر وضوحا لأجيال ظهرت بعده ولا تعرفه، على سبيل المثال إقامة معرض فردي في مدينته الأحساء، خاصة أنه شارك في معارض أقامتها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء خلال الفترة الأخيرة ثم الخروج به إلى مدن أخرى كالرياض وجدة على الأقل، ومشاركات البقشي الأخيرة مع قلتها تضمنت اختلافا في أفكار الفنان الذي يتجه إلى استلهامات وصيغة تختلف عن قديمه. [email protected]