أكد محللون اقتصاديون بسوق الأسهم السعودي وجود تحركات سريعة لعدة شركات لإكمال الإجراءات اللازمة لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، نظراً لوضع السوق الحالي بعدما شهد خلال الأيام الماضية ارتفاعات متواصلة ودخول السيولة الكبيرة وعودة الثقة للمتعاملين. ويأتي التحرك من قبل الشركات بعد تخلي السوق خلال الأسابيع الماضية من خلال المتداولين عن حالة الرهبة التي لازمت السوق خلال الأعوام الماضية بعد وصول السوق في العام 2008 إلى مستويات وصلت إلى ما دون 5000 نقطة، ليعود مجدداً لكسر نقاط المقاومة مدعوماً بدخول سيولة عالية، إضافة لوجود العديد من المحفزات التي أسهمت في مواصلة الصعود، وقال المحلل المالي محمد العمران : إن وضع السوق الحالي يعد جيداً خصوصاً في ظل عودة السيولة بعد عدة أعوام فقد فيها السوق ثقة المساهمين بعد عمليات الانخفاضات المتواصلة، بالاضافة الى السيولة الأخيرة التي أسهمت بشكل كبير في حركة السوق ، إضافة للعديد من المحفزات الرئيسة للسوق. وأضاف العمران أن من الطبيعي تغطية الشركة «طوكيو مارين» بهذا الحجم كونها إحدى الشركات في قطاع التأمين الذي يعد من أكثر القطاعات مضاربة بالسوق ما يعطي المساهمين بعدا آخر من حيث الاستفادة من قلة حجم الأسهم المطروحة الذي يعتبر فرصة للمضاربين من الاستفادة من سهم جديد ما أسهم في وصول التغطية على اكتتاب الشركة إلى من ما يزيد على 1400 بالمائة ووصوله إلى مستويات قياسية مقارنة بالاكتتابات الماضية. يأتي التحرك من قبل الشركات بعد تخلي السوق خلال الأسابيع الماضية من خلال المتداولين عن حالة الرهبة التي لازمت السوق خلال الأعوام الماضية. من جهته، أوضح المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن عودة التفاؤل والثقة للسوق انعكست إيجابا على السوق ومجرياته وهذا ما يؤكد قدرة السوق على العودة متى ما وجد الثقة من قبل المتعاملين. أما ما يخص وصول تغطية الطرح الأولى لشركة طوكيو مارين بنسبة تجاوزت 1400 بالمائة فهذا تأكيد على عودة الثقة أولاً ودخول سيولة جديدة للسوق ما ساهم في وصولها إلى مستويات قياسية. وأضاف البوعينين أن حجم المطروح القليل نسبياً من الأسهم ساعد على التغطية الكبرى للاكتتاب وبشكل سريع، لذا من الطبيعي أن يشهد أي اكتتاب أولي من قبل المكتتبين، متمنياً أن تعجل هيئة السوق بطرح الشركات في هذا التوقيت بالذات لضمان التغطية الإيجابية شريطة أن تكون هذه الاكتتابات ذات فائدة ومنفعة للمكتتبين والاقتصاد الوطني وتنعكس بشكل إيجابي. وفي نفس السياق، قال المحلل المالي خالد الجوهر : إن شركة «طوكيو مارين» لا تعد مقياسا على الاكتتاب بأي شركة أخرى وذلك عائد إلى ضعف العدد المطروح للمكتتبين. وبين الجوهر أن هناك سببين رئيسين في تغطية الشركة بهذا الحجم الكبير، حيث تعد الشركة من قطاع التأمين الذي يعتبر بيئة خصبة للمضاربين والسبب الثاني هو صغر قيمة الاكتتاب البالغة 30 بالمائة من إجمالي أسهم الشركة، مشيرا الى أنه لو كانت قيمة الاكتتاب تفوق المليار فلن تكون هناك دورة لرأس المال خاصة لو كانت الشركة من القطاع الصناعي أو أي قطاع آخر، وأضاف أن قطاع التأمين يستحوذ على 45 بالمائة من إجمالي المضاربات في السوق السعودية، يسهم في ارتفاع حصيلة التغطية في الاكتتاب نظراً لرغبة المساهمين في التملك بالشركة. يشار الى أن الإنماء للاستثمار، مدير الاكتتاب في أسهم شركة طوكيو مارين السعودية أعلنت نتائج الاكتتاب في أسهم شركة طوكيو مارين السعودية ليوم الأحد الماضي وهو اليوم السابع للاكتتاب، حيث بلغت أعداد طلبات الاكتتاب حوالي 250,914 طلبا وتجاوز عدد المكتتبين 1,326,028 مكتتبا تقدموا بطلباتهم عن طريق كافة الوسائل المتاحة من القنوات المباشرة والإلكترونية، وقد استثمر المكتتبون مبلغاً إجمالياً تجاوز 869 مليون ريال بنسبة تغطية 1448.86 بالمائة تقريباً من اجمالي المبلغ المطروح للاكتتاب، وسيتم لاحقاً الإعلان النهائي عن نسبة التغطية في الاكتتاب وجدول التخصيص وموعد رد الفائض.