أرجو أن لا أجد استدعاء الأسبوع القادم للتوقيع على محضر شكوى مرفوعة لدى وزارة الثقافة والإعلام من إحدى الجهات الثلاث المذكورة، الأمانة، الطرق وهي المعنية، والكهرباء بحجة تأليب الجمهور على خدماتهم الرائعة في المنطقة، والجهود الجبارة التي أنجزت لنا، حركة مرورية وانسيابية مستقرة، والمشاريع التي تنتهي قبل أن تبدأ بروعة وجمال، كما هي الحلول المؤقتة التي تجلب لنا السعادة والفخر دوما. ففي الشرقية ملفان، لم يغلقا، الدائري العجيب والطريق الفضيحة، على وزن النفق الفضيحة الذي أغلق الجمعة الماضية للمرة الألف 5 ساعات متواصلة، الدائري لا أفهم فيه، ولا أعرف عنه سوى عدم رضا الأمانة والأمين عنه، أما الطريق الفضيحة فهو طريق الدمامالخبر الساحلي الذي إذا أردت أن تستشهد عن أردأ مشروع ينفذ في منطقة الشرق الأوسط فستستشهد به، وكلاهما الدائري والطريق الساحلي مؤثران في الحركة داخل المدن الحضرية الثلاث الدمام وهي الأهم، والخبر والظهران. هذا المشروع، أي الساحلي، فيه أيضا أزمتان، الأولى أزمة فكر، أما الثانية فهي أزمة دبرة، وذلك قبل أن يكون مشروعا مثل أي مشروع آخر في العالم، وكأي مشروع يعهد لوزارة النقل تنفيذه وتطويره، وهي التي كوتنا بعشرات الضحايا على طريق الجبيل السريع وطريق الأحساء في أعوام خلت. هذا المشروع، أي الساحلي، فيه أيضا أزمتان، الأولى أزمة فكر، أما الثانية فهي أزمة دبرة، وذلك قبل أن يكون مشروعا مثل أي مشروع آخر في العالم، وكأي مشروع يعهد لوزارة النقل تنفيذه وتطويره يا سيدي المدير، افرض أنني لا أعرف أن لديكم مشاكل مع جهات حكومية أخرى، وافترض أنني لأول مرة أسكن الشرقية ولا أعرف أن هذا الطريق يلتقي مع شريان ميناء عالمي، ومع حركة قطار، ومع بوابات أحياء راقية ومغلقة لا تستطيع أن تمسها رغم احتلالها لحلالك، ويا سيدي افرض أنني لا أعرف عن عوائق الكيابل الكهربائية في باطن الأرض، وافرض يا سيدي أنني بعيد عن بيروقراطية وزارة المالية. لكن ما أعرفه أن جهتين من علاقتكم مع الدوائر الحكومية تتبعان لوزير واحد، وهما الميناء والسكك، ولذلك لا أجد أن دوائر أخرى مثل الكهرباء التي تتبع الدولة أيضا، أو أمانة الشرقية ستقفان أمام مشروع مثل هذا إلى هذا الوقت، وإن وقفتا ففي البلد عشرات الأبواب المفتوحة لمقاضاتهما في تعطيل مشروع حيوي مثل ساحلي الدمامالخبر. خل عنك تلك الاسطوانة التي مللنا من تكرارها من كيبل تحت الأرض ومن نفق بين جامعتين، لنترك كل هذا ولنقل لأحدهم تفضل واذهب على هذا الطريق من الدمام إلى الخبر فلن يجد أمامه إلا لعبة اسمها السلم والثعبان لا مبرر لها إلا الفوضى التي تدب في هذا المشروع ومتاهة مثل المغارات لا نهاية لها، وكشطا للشوارع تنخر بإطارات السيارات، وازدحاما يوميا مملا وفوضويا. وأيضا.. فشيله لمستوى الرداءة في وقت الإنجاز والعبث بالعباد.. وأشياء أخرى أتركها لإجابة أي شكوى قد ترد ومنها "ذكر الإثباتات التي استند عليها كاتب الموضوع"، يا للخيبة وهل هناك إثبات أكثر من أن يقدر للواحد منا أن يسلك طريق الدمامالخبر الساحلي، الذي لم يعد ساحليا ولم يعد طريقا، بل امتحان وخيبة أمل سقطت فيه إدارة النقل. [email protected]