وزعت مجموعة بريدية على موقع (فيس بوك) رسالة تؤكد أن الكاتب المصري المعروف علاء الأسواني قرّر التوقف عن كتابة المقالات في صحيفة مصرية يومية خاصة؛ حتى لا يحرج مالكها الذي تعرّض لكثير من الضغوط الحكومية بسبب سماحه بجرأة الأسواني التي طالت عددا من رموز الحكم. وبينما لم ينفِ الكاتب المصري أو يؤكد أنباء توقفه عن الكتابة في صحيفة (الشروق) اليومية - ولا يرد على التلفون - إلا أن عددا من المقربين منه أكدوا صحة تلك الأنباء، مشيرين إلى أن الأسواني يرفض حاليا الحديث حول الموضوع لوسائل الإعلام، لكنه لم يرفض أن تثيره المجموعة المقربة منه على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك). وجاء في نص الرسالة التي وزعتها مجموعة (أصدقاء الدكتور علاء الأسواني): "علمنا من مصادر مؤكدة أن صحيفة الشروق تتعرّض منذ فترة لضغوط سياسية شديدة بسبب مقالات علاء الأسواني، وأن قيادات في النظام المصري الحاكم اتصلت بالمسؤولين في الصحيفة لإبلاغهم بالاعتراض الشديد على مقالاته". وأضافت الرسالة: "أدت الضغوط إلى إغلاق مصنع كبير مملوك لصاحب الجريدة الناشر المعروف إبراهيم المعلم، ما أدى إلى تشريد مئات العمال، وعليه قرر الكاتب الامتناع عن الكتابة في الصحيفة، لأنه لا يقبل أن تؤدي مقالاته إلى إلحاق الأذى بصاحب الجريدة أو بأي شخص آخر". والأسواني (53 عاما) طبيب أسنان، لكن شهرته كروائي بدأت مع نشر رواية (عمارة يعقوبيان) التي حققت نجاحا واسعا، وتمت ترجمتها إلى عديد من اللغات، وتحولت إلى فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، ليصدر بعدها روايات أخرى بينها (شيكاجو). وعُرف عن الكاتب المصري معارضته الشديدة للحزب الوطني الحاكم، وصدرت عنه كثير من التصريحات التي تدين الحزب وتحذر من التوريث وتطالب بالتغيير، إلى جانب انضمامه إلى الجمعية المصرية للتغيير والحركة المصرية للتغيير (كفاية)، وتأييده الدكتور محمد البرادعي في مساعيه لتغيير الدستور المصري الحالي. وبدأت الأزمة في التفجر بعد كتابة الأسواني في مقال سابق بعنوان (عشاء مفاجئ مع شخصية مهمة) عن لقاء تخيلي جرى بينه وبين نجل الرئيس جمال مبارك، ضم حوارا بينهما دار حول كثير من الأمور في مصر، بينها التوريث وتزوير الانتخابات والطوارئ والقمع الأمني وغيرها، وانتهى إلى عدم قدرة مبارك الابن على مجاراته في أسئلته التي اعتبرها مشروعة. وكتب الأسواني في مقاله الأخير في (الشروق) تحت عنوان (خواطر عن صحة الرئيس)، أنه من حق الرأي العام أن يعرف أدق تفاصيل حياة رئيسه، بدءا من مصدر ثروته وحجمها وعلاقاته العاطفية حتى حالته الصحية والأمراض التي يعانيها، لأن القرارات التي يتخذها الرئيس تؤثر في مصير ملايين البشر، وأي خلل في تفكيره أو اضطراب في حالته النفسية قد يؤدي إلى كارثة يدفع ثمنها الوطن والمواطنون جميعا. واستغرب الأسواني في مقاله قيام الحكومة المصرية بشن حملة مضادة نفى المسؤولون خلالها تماما أن يكون الرئيس مريضا، وأعلنوا أن صحته في أحسن أحوالها، بل أكدوا أن الموظفين الذين يعملون مع الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عاما يلهثون خلفه، ويعجزون غالبا عن مجاراته في تحركاته الكثيرة نتيجة نشاطه الزائد وحيويته الفائقة. وأضاف في المقال: "تقارير الصحافة الغربية عن مرض الرئيس مبارك لم تتوقف بل زادت، وعندئذ صدرت التعليمات لرؤساء تحرير الصحف الحكومية فبدأوا حملة صحفية شاملة أكدوا فيها أن حالة الرئيس الصحية ممتازة، وأدانوا بشدة تقارير الصحافة الغربية واعتبروها دليلا قاطعا على مؤامرة صهيونية استعمارية خبيثة هدفها تشكيك المصريين في صحة رئيسهم"، بحسب قوله.