إن الطبيعة البشرية لأي جماعة أو إنسان بمفرده لابد أن يعتريها القصور أو الخطأ، لأن هذه الطبيعة البشرية منذ أن خلق الله عز وجل الإنسان، حيث أخطأ أبونا آدم عليه السلام، وهكذا هي سيرة الأمم والأشخاص في هذه الحياة، لكن الأمر يتفاوت ويتباين بدرجة إظهار الخطأ والهفوات ومقدار تضخيمها أو التساهل والتهاون فيها، والمطلوب الحقيقي أن نكون متوازنين في الأمر دون الأفراط أو التفريط. والملاحظ في مجتمعنا حديثاً بروز ظاهرة التهويل دون النظر بتفحص وعمق إلى الحقيقة وما حدث فعلياً، وهذا الأمر مشاهد في صحافتنا ومواقع الإنترنت وغيرها، حيث الميل إلى الإثارة أو المبالغة الشديدة التي قد تصل إلى حد الكذب مع عدم الرجوع إلى الحقيقة وإظهارها بوضوح عندما يتبين الواقع الحقيقي الذي يختلف تماما عما تم إشهاره أو الكتابة عنه. الملاحظ في مجتمعنا حديثاً بروز ظاهرة التهويل دون النظر بتفحص وعمق إلى الحقيقة وما حدث فعلياً، وهذا الأمر مشاهد في صحافتنا ومواقع الإنترنت وغيرها. لذا يجب أن نتوقف ونراجع هذا الزلل الذي لا يتماشى مع الأمانة المهنية أو صحة نقل الأخبار وتحليلها خصوصاً أن الأمر يؤثر سلباً على أشخاص أو مجموعات أو المجتمع وسمعته وسلامته الاجتماعية، وتحديدا نعيش حالياً في حضارة مبنية على المعلومات وسهولة نشرها وتناقلها، وكذلك تتداولها المحطات أو الصحف أو المواقع الالكترونية على مستوى العالم، مع وجود فئات تتصيد ما يقع فيه بعض الأشخاص من أخطاء لتعميمه على المجتمع بكامله. إن السبق الصحفي أو سرعة نقل الخبر في المواقع الإلكترونية شيء مهم، لكن يجب وجود توازن ومسئولية مهنية وأمانة اجتماعية نبتعد فيها عن مبدأ التهويل والتضخيم الذي قد يؤثر على الاستقرار الاجتماعي أو صورة بلادنا في الخارج، ونحن على يقين بوجود أخطاء في أي دولة أو مجتمع، لكن يجب أو توضع هذه الأمور بحجمها الطبيعي، ويتأكد من حقيقتها قبل الخوض في تفاصيل وتحليلات لا أساس لها من الصحة، ولا شك في أن الجميع حريص على الإصلاح ومعالجة السلبيات والقصور بالطريقة الصحية التي تحفظ كرامة الأشخاص وسلامة الوطن وتسهم في التطور والاستقرار الاجتماعي لوطننا الغالي .. وإلى الأمام يا بلادي.