أكد النحات السعودي الدكتور محمد الفارس أنه مقتنع تماماً أن كل ما حوله هو مادة وموضوع نحتي.وقال عن الرؤى الفكرية التي يوظفها في أعماله الفنية من خلال خامات من البيئة « الإنسان كائن زائر للأرض فقد نشأت و اكتملت و أخذت زينتها قبل أن ينزل إليها الإنسان، وعندما نزل بدأ في التفاعل مع كل ما حوله فأثر وتأثر بها. وعن أبرز المعوقات التي يواجهها فن النحت في المجتمع يقول الفارس: «لا شيء إذا استثنينا حرمة نحت ذوات الأرواح نحتاً يضاهي خلق الله ،وهو نوع من النحت أخذ مداه في عصر النهضة ولا حاجة لي بتكراره مثلما لا حاجة لمسلم في تصوير جسد عارٍ، وقد وجدت تشجيعا و اهتماماً من مختلف شرائح المجتمع، وما يدعيه البعض من وجود معوقات اجتماعية لا أساس له حسب تجربتي. الفارس وخلال إفتتاح معرضه الشخصي الثاني بصالة داما آرت بمدينة جدة مساء الأربعاء الماضي والذي أفتتحه الشاعر الدكتور سعد عطية الغامدي تحدث ( لليوم الثقافي) عن عشقه لفن النحت وعن العلاقة بين تخصصه في جغرافية السياحة والنحت قائلاً : «النحت هواية قديمة بدأت منذ الصغر وقد كانت الأشكال من حولي تثير اهتمامي وبدأت بتصويرها ثم استلهامها.» مضيفاً : « تخصصي في الجغرافيا له أثر مهم لأن الجغرافيا تدرس أشكال سطح الأرض وعوامل تشكيلها، و هي عمليات نحت طبيعية، وكثيراً ما كانت الأشكال التضاريسية موضوعاً للتصوير والدراسة وتفسير المعنى الرمزي لها . كما أن ترتيب الأشياء في المكان سواء كانت إنسانية أو طبيعية يكون وفق أنماط تعكس تفاعل أسباب عديدة وهي لا تخلو من فكرة فنية. والسياحة تلمس للجمال و الأعمال التشكيلية أحد الاهتمامات السياحية . ويمكنها أن تساهم في التنمية وقد كانت موضوعاً لبعض أبحاثي. وحول غياب أسماء نسائية على صعيد المشهد الإبداعي في النحت .. وهل يفسر هذا الغياب لدى البعض أن الإبداع في النحت مخصص للفنانين الذكور دون غيرهم يجيب الفارس :»النحت أنواع ومنه ما لم تغب المرأة عنه ومنه النحت الخزفي. أما ما يحتاج إلى قوة عضلية فالسبب واضح و إن كان هذا ليس على إطلاقه فهناك نساء يمارسنه. ولا أمر لا يعدو أن يكون خيار ذاتي. وعن رؤيته للمشهد التشكيلي بكل أجناسه الإبداعية الآن يقول :»هناك المقلدون لأساليب وهؤلاء ينجحون في التقليد وربما تفوقوا في الفكرة، وهناك من يحملون تجارب ذاتية صادقة. وهناك قلة أصبحت أدوات لتنفيذ أجندات خارجية. الفارس يرى أن «مفهوم العالمية مفهوم غير محدد ويمكن أن يصل إليه الفنان بطريق أو بآخر ، وربما على المستوى الإعلامي لا على صدق التجربة. « يذكر أن الدكتور محمد الفارس من مواليد الدرعية عام 1381ه ويحمل درجة الدكتوراة في جغرافية السياحة من جامعة شفيلد –بريطانيا عام 1998م ، ويعمل أستاذ جغرافية السياحة والترويج المشارك بقسم الجغرافيا بكلية العلوم الإجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. أقام معرضه الأول عام 1425ه . - عضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت). - عضو مجلس إدارة جماعة ألوان للفنون التشكيلية.