أغلق آلاف من رجال شرطة مكافحة الشغب وسط الجزائر العاصمة السبت ومنعوا معارضي الحكومة من تنظيم مسيرة احتجاج تسعى لمحاكاة الانتفاضة الشعبية في مصر. اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة الجزائرية- رويترز وطالبت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في ميدان أول مايو بوسط العاصمة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولوح البعض بنسخ من صدر صحيفة تحمل عنوان سقط مبارك. لكن شرطة مكافحة الشغب طوقتهم ومنعتهم من تنفيذ خططهم بالسير في العاصمة وأغلقت الطرق أمام متظاهرين آخرين حاولوا الوصول إلى الميدان وألقت القبض على واحد على الأقل من منظمي الاحتجاج. اعتقال مشاركين وقال عبد السلام رشيدي محاضر بالجامعة ومعارض للحكومة أنها حالة حصار. وذكر متحدث باسم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض أن الشرطة ألقت القبض على ألف متظاهر. وذكر بيان وزارة الداخلية أنه ألقي القبض على 15 متظاهرا وأفرج عنهم على الفور. وأحدثت استقالة مبارك ومن قبله الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهر الماضي دويا في العالم العربي ودفعت بالكثيرين إلى أن يتساءلوا عن الدولة التي قد يأتي عليها الدور في منطقة ينتشر فيها خليط قابل للاشتعال من الحكم السلطوي والاستياء الشعبي. وقد يكون لاضطرابات واسعة في الجزائر أثارها على الاقتصاد العالمي لأنها مصدر مهم للنفط والغاز لكن محللين كثيرين يقولون أن انتفاضة على غرار ما حدث في مصر غير مرجحة لأن الحكومة يمكنها أن تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدئة معظم المظالم. ورفض مسؤولون السماح بتنظيم المظاهرة لأسباب تتعلق بالنظام العام ويبدو أن تعبئة أعداد ضخمة من قوات الشرطة منذ بعد ظهر الجمعة أحبطت المظاهرة. وقال مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان التي ساعدت في تنظيم الاحتجاج :يؤسفني أن اقول أن الحكومة نشرت قوة ضخمة لمنع مسيرة سلمية. لا يفيد ذلك صورة الجزائر. ولا تساند الاحتجاج نقابات العمال الرئيسية في الجزائر وأكبر الأحزاب السياسية في البلاد أو جماعات إسلامية متطرفة حظرت في بداية التسعينات ولكنها لا تزال تتمتع بنفوذ. انتشار أمني ضخم واستجابة لضغوط المعارضة قال مسؤولون في الحكومة أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتوفير مزيد من فرص العمل وتحسين الإسكان ووعدوا بمزيد من الحريات الديمقراطية بما في ذلك إلغاء قانون الطوارىء المفروض منذ 19 عاما. وذكر بيان لوزارة الداخلية عن مظاهرة أمس أنه جرى رصد محاولة لتنظيم مسيرة في ميدان أول مايو و أن الحشد يقدر بعدد 250 شخصا وأضافت أنها ألقت القبض على 14 وأفرجت عنهم على الفور. وقال مراسلو رويترز في مكان التظاهرة أن عدد رجال الشرطة فاق عدد المحتجين وأن مئات من المارة كانوا في الموقع. وبدأت مظاهرة مضادة صغيرة طالب المشاركون فيها بالسلام وليس الفوضى وتقول أن الجزائر ليست مصر. وأرسل أحد منظمي المظاهرة فضيل بومالة رسالة نصية لرويترز قال فيها أنه محتجز في مركز شرطة. واصطفت نحو 20 سيارة إطفاء لإخماد النيران التي قد يشعلها أي محتج في نفسه بينما حامت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة فوق الضاحية. وبدأت الانتفاضة في تونس المجاورة حين أشعل شاب عاطل عن العمل يدعى محمد بوعزيزي النار في نفسه في 17 ديسمبر احتجاجا على الحكومة ومنذ ذلك الحين حاكاه عدد من الأشخاص في الجزائر ودول أخرى. ووقف الآلاف من رجال الشرطة في مناطق أخرى من المدينة في حالة تأهب.