يبدو أن برنامج "عرب إيدول"، قرر أن يكتب شهادة وفاته بأيدي لجنة حكامه، التي ارتكبت أخطاءً متعمدة، يشع منها رائحة المحاباة لمتسابقين بعينهم، على حساب متسابقين آخرين، لاعتبارات عدة، الزمن كفيل بكشفها قريباً. أخطاء البرنامج تتواصل حلقة بعد أخرى، فبقدر ما كانت بداية البرنامج مشجعة للمشاهدين، كي يتابعوه وينتظرون موعده، بقدر ما كانت النهاية محفوفة بالسقطات الفنية والإنسانية وربما العنصرية، لذا جاءت النهايات مغايرة تماما، وفيها تابع المشاهدون سخافات أعضاء لجنة التحكيم، ابتداءً من راغب علامة، الذي سخر من متسابقة سودانية، كل ذنبها أنها افتخرت بلهجتها، وتغنت بها على الملأ، فضحك صاحب الأسود، والبشرة البيضاء، منها، وعندما هوجم على ما فعل، قال: إنه ضحك لأن المتسابقة "خفيفة الدم جداً". وتواصلت السقطات، من أحلام، التي أهانت المتسابق السعودي محمد طاهر، وسألته عن أين مواطنيه عن دعمه، في واقعة كان يفترض ألا تحدث من نجمة خليجية بحجم أحلام. ومع اقتراب الحلقة الختامية، علينا أن نتوقع الضربة القاضية ل"عرب أيدول" الذي قد لا تكون له سلسلة برامج على شاكلة برنامج "سوبر ستار" العرب. ولعل أكبر سقطات البرنامج، التي كشفها المتابعون والنقاد، الإبقاء على كارمن عصام والتي توجت أخيراً بجائزة مهرجان الأغنية العربية بدار الأوبرا المصرية, وفنانة كهذه، يفترض أن تكون محترفة، ولا يجوز أن تشارك في "عرب أيدول"، مع براعم فنية ناشئة، تبحث عن فرصة هنا أو هناك، ولكن أعضاء اللجنة وجدوا الحل السحري لهذه الإشكالية، فقاموا بتعديل اسمها إلى "كارمن سليمان" ومنحوها تشجيعهم وأصواتهم، وتغافلوا عن أصوات كانت أفضل من كارمن بشهادة مستمعين، أكدوا ذلك على المواقع الالكترونية، التي تناولت البرنامج بالنقد والتحليل.