أصبحت موجة الانتقادات الاستهبالية للفعاليات الثقافية والتراثية الوطنية الرسمية في الدولة تجتاح كل فعالية وتكاد تكتسح دهاليزها من المدّعين الثقافة ،ومن الذين يتصابّون في تُرّهاتهم الساخرة فمن انتقادات جارحة لخلفيات ما حدث بملتقى المثقفين السعوديين الثاني، وما أُثير من ضجيج الأغبياء التعساء إلى دعوات تحريم الذهاب للمهرجان الوطني للتراث والثقافة « الجنادرية « والذي امتدَّ على مدى 27 عاماً يُرسِّخ حب الوطن ويرسم خارطةً تاريخية في أذهان الجيل بعد الجيل، وما أطلقوا عليه من آراء سمِجة لا تمُت للدين ولا للعقل بصِلة إلى ما يضجّه الضاجون وينعقه الناعقون بعد كل معرض كتاب في الرياض حتى باتت تلك النعرات الهوجاء معتادة في كل عام ،ولا يكاد يمر معرض كتاب من دونها فاستساغ متطرفو الفكر ذلك ،واستسهلوا الأمر وتهاونوا في بث سموم الضغينة في مستنقعات الإحن والتخلف الحضاري المتمدن في ظل الانفتاح العالمي المدهش وربما يتغابون أو هم كذلك عن أنَّ كل ما يثيرونه من شغب ٍ فكري وتُرَّهاتٍ شخصية ليس لها صلة بالدين ولا المعتقد ولا الوطنية الهادفة، يُسيء في الدرجة الأولى إلى الوطن ويساهمون ومن دون وعي ٍ يُذكر في استفحال الهجمات الشرسة المُحاكة ضد البلد ناسين أو متناسين أن هناك من يتصيَّد في الماء العكر ،وهناك من يترقب ويترصد المواقف المعادية للملكة ، بعد كل معرض كتاب في الرياض حتى باتت تلك النعرات الهوجاء معتادة في كل عام، ولا يكاد يمر معرض كتاب من دونها فاستساغ متطرفو الفكر ذلك واستسهلوا الأمر وتهاونوا في بث سموم الضغينة وما يُحزن الفؤاد حقاً أن الكثير من أدباء ومثقفي الوطن العربي في الدول المجاورة وديار المهجر يتصلون بك شخصيا ليسألوا عن رقص النساء المنقّبات في الجنادرية على وقع تشجيع الرجال أو عن عارِ مثقفي المملكة في ملتقاهم الثقافي أو عن تكشُّف الزائرات لمعرض الكتاب وعن سحب الكتب الممنوعة من أرفف أجنحة معرض الرياض . مواقف هزلية تضعك في محك الحيرة بين سنديان الردِّ ومطرقة الرّفض ،وما يثير الدهشة حقاً أن مثيري الضجيج الأرعن يدّعون الوطنية والولاءِ للدين وينادون بحُرمة الخروج على الدولة، وهم غافلون أو يتغافلون عن أثر ذلك الضجيج على سُمعة الوطن وهيبة الدار ومكانتها بين الدول حتى أعطوا العدو فرصة الشماتة علينا ،ونحن المنعمون أدباً الرافلون حضورا بين شعوب الأرض وأُمم المعمورة، وقد أجادت الجهات المختصة الرد على سفاهة المتسافهين بالتجاهل واللامبالاة أصلاً فيما يُحاك ضد الوطن وثقافته وتاريخه والسير قُدُماً في مسيرتها التنموية المباركة بمختلف مشاربها ،وما يخص حضارتها وتقدُّمها بين الدول وعلى الثُّلَّة المتغابية تدارُك الأمر واستيعاب الموقف وفهْم تبِعات نعيقهم المُزري ،وألّا يتورطوا سفهاً في الإساءة للوطن ولأمن الوطن وثقافة الوطن .