هذه هي الرياض حلم المثقفين، مهرجان ومعرض دولي وندوات وأوبريت غنائي ومسرحيات، وكتب جديدة، وإطلالة على ثقافات عالمية،و..و ماذا..هي أيام بها هذا العصف الثقافي، وبعد ذلك يعود الهدوء، ولكن مع ذلك ممتع هذا العصف ولو كان يوماً واحداً في السنة، المهرجان الوطني للتراث والثقافة فعاليات مبهرة علاقتها تبدأ بالمفكر الكبير والعالم الذي يقدم بحثاً ضمن ندوات المهرجان وتنتهي بالرجل البسيط الذي يعرض حرفته بالجنادرية، بالطبع احتفالية سباق الهجن تطرح صورة لابن هذه الصحراء والجمل وحياة قديمة مشتركة تحكي جزءاً من الصراع مع الطبيعة، والأوبريت الغنائي صوت يمتزج به اللحن والأداء وعبق الماضي، هو التاريخ القريب بصورة مشوقة بها الكثير من الإبداع، والشعر حاضر بصوت شعراء الفصحى والشعبي وانتهاء بالدواوين الشعرية التي يحفل بها معرض الرياض الدولي للكتاب، وهي الاحتفالية الأهم لدي، حيث يكون الكتاب هو البطل، يصفق له الجميع ويسعون لكسب وده، في المعرض يحتفل كل شخص "رجل أو امرأة" بإطلالة مولود جديد ، ربما لا تتصورون مقدار المتعة التي يشعر بها من يرى أول كتاب له بين يدي قارئ لا يعرفه، ربما سيشغل اسمه حيزاً في ذاكرة ذلك القارئ، كما سيشغل الكتاب حيزاً في مكتبته، ربما يكون هنالك حفل توقيع، وقد يفضل " مثلي" أن يصل كتابه بهدوء، الكتاب الجيد " في أي مجال" سيصل للقارئ والمهتم،في المعرض يلتقي الكتاب مع القراء، وفي بهو الفندق حيث ضيوف معرض الكتاب والجنادرية يلتقي أصدقاء الكلمة، يتحدثون يناقشون أموراً مختلفة بعضها شخصي و كثير منها تتعلق بالهم الثقافي، حوار يطل من البهو لينتقل إلى مكان حميم لدي على خشبة المسرح حيث تجتمع الفرق المسرحية لتقدم فعلها الجماعي، يلتقي من لديه الخبرة بمن يضع قدمه للمرة الأولى على خشبة المسرح، مسرح الجنادرية عادة لا يرغب جميع المسرحيين أن تتوقف، بل تدعم ويزداد الاهتمام بها ، فالمسرح أبو الفنون ومسرح الجنادرية أطر الفعل المسرحي السنوي للعديد من الكتاب والممثلين والمخرجين،أتمنى أن لا يكون على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ليكن له موقع متقدم في السنوات المقبلة، الكلام كثير لدي عن أيام لا يتجاوز عدد أيامها أصابع اليدين، ولكن بهاتين اليدين نصفق إعجاباً لكل من وراء تلك الفعاليات الثقافية.