كثيرا ما نردد ان المملكة العربية السعودية من اعلى نسب العالم من حيث نسبة الزيادة السكانية, مما يمثل أعباء متوالية وضغوطا متواصلة على حجم الطلب لدعم برامج التنمية , وقد يكون ما تسعى له حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ وقت ليس بالقصير والذي اتضح من خلاله اصرار الحكومة في السنوات الأخيرة من حيث التركيز على مشاريع البنية التحتية لأغلب القطاعات توزيع هذه المشاريع , يدل دلالة واضحة على عزم الحكومة لمواجهة أعداد هذه الزيادة بما يلبي احتياجات السكان والمواطنين , الا اننا مازلنا نتعامل مع موضوع برامج توظيف السعوديين كعبء والتزام يجب مواجهته, والعمل على وجود حلول متفاوتة لمواجهة الأعداد الكبيرة والمتزايدة الطالبة للعمل . وان كانت نسبة البطالة تستقر من وقت لآخر وتتزايد من وقت لآخر بأسباب اننا نتعامل مع مفهوم انها ثورة سكانية , ثمثل نسبة الشباب وأقل من ذلك فيها من كلا الجنسين بما يعادل 75 % , لا زلنا نحافظ على مستوى معين من البطالة مع نفس نسبة الحفاظ على التوظيف وهذا مما يرجح ان نسبة البطالة تتزايد , والمملكة وبقدرتها الاقتصادية الكبيرة لديها من الامكانيات للتعامل مع هذا الموضوع. والزيادة على طلبات الوظائف تتزايد ومازلنا نتعامل مع هذه الطلبات على اننا نواجه ازمة يجب التعامل معها بشكل عاجل لأسباب اجتماعية واقتصادية وغيرها , وفي اعتقادي ان علينا ان نتعامل مع هذا الموضوع بفكر مختلف ويقوم على أساس الاستفادة من هذه الثورة وتحويلها الى ثروة , وهم في الحقيقة ذلك , فالمملكة بحجمها الاقتصادي الكبير وكبر مساحتها الجغرافية وتنوع مزاياها النسبية والتنافسية , لا يجعل مجالا للشك ان أزمة البطالة هي أزمة مفهوم وتخطيط واعداد وليس حقيقة الزيادة السكانية او زيادة في عدد طلبات التوظيف , فالزيادة السكانية لن تتوقف والمتوقع ان يصل عدد سكان المملكة الى الضعف بعد عدة سنين ليست ببعيدة , فماذا اعددنا لذلك . لدينا البرامج التي تصب وتدعم مصلحة المواطن وتسعى الى تأهيله , وكذلك العديد من المشاريع التي تهدف الى دعم برامج التنمية المستدامة التي تدعم في نهاية المطاف خلق وظائف ودعم رفاهية المواطن , والتوظيف مستمر ولكن مازلنا نحافظ على مستوى معين من البطالة مع نفس نسبة الحفاظ على التوظيف وهذا مما يرجح ان نسبة البطالة تتزايد , والمملكة وبقدرتها الاقتصادية الكبيرة لديها من الامكانيات للتعامل مع هذا الموضوع بشكل مختلف , وفي اعتقادي ان الزيادة السكانية هذه منحة من الله سبحانه وتعالى لهذه البلد علينا استغلالها والاستفادة منها . [email protected]