أحيت اليابان أمس الذكرى الأولى للزلزال الذي ضرب الجزء الشمالي الشرقي من البلاد بقوة تسع درجات على مقياس ريختر وموجات المدّ العاتية (تسونامي) التي نتجت عنه، والتي تسببت في اسوأ كارثة نووية في العالم منذ حادث محطة تشيرنوبيل النووية عام 1986 على بُعد 180 كيلو مترًا شمال كييف فيما يُعرف الآن بأوكرانيا (الجمهورية السوفييتية سابقًا). وتوفي وفقد أكثر من 19 ألف شخص جراء الكارثتين الطبيعيتين اللتين ضربتا اليابان في 11 مارس، وأسفرتا أيضًا عن تدمير أكثر من 370 ألف منزل. وأعيد بناء الكثير من الطرق وأزيل معظم الحطام ولكن لا يزال حوالي 260 ألف شخص يعيشون في مساكن مؤقتة في مقاطعات ايواتي ومياجي وفوكوشيما. وأحيت البلاد ذكرى الضحايا بالوقوف دقيقة حداد الساعة الثانية وست وأربعين دقيقة صباحًا وهو وقت وقوع الزلزال. ويقول منتقدون إن التعافي كان بطيئًا للغاية وإن السلطات حشرت معظم ضحايا الكارثة في وحدات سكنية صغيرة جاهزة تقع على مسافة بعيدة عن مراكز المدن. وأجبرت الأزمة النووية أكثر من 80 ألف شخص على مغادرة المناطق المحيطة بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، والتي حدث بها انصهار نووي بعد تسونامي. وكانت سلسلة من الحرائق والانفجارات قد تسببت في انبعاث كميات هائلة من المواد المشعة في البيئة. وأقامت الحكومة منظمة عازلة على مسافة 20 كيلو مترًا حول المحطة في وقت لاحق من ابريل الماضي. وقال يوكيو امانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس الأول إن الخطأ البشري لعب دورًا كبيرًا في الكارثة النووية بالمحطة التي تديرها شركة طوكيو إليكتريك باور (تيبكو). وأضاف "أحد أسباب وقوع الحادث هو الافتقار لاستقلال الهيئة المنظمة في اليابان حيث إن الهيئة اليابانية لم تكن صارمة بصورة كافية كما أن جهاز المراقبة لم يكن لم يكن قويًا بدرجة كافية". وقال رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا خلال مراسم الحكومة لإحياء ذكرى الحادث "معركتنا مع الحادث النووي ما زالت مستمرة ونحن متأكدون من أننا سنعيد بناء المنطقة ونحوّلها لفوكوشيما الجميلة".