افتقد منتدى جدة الاقتصادي 2012 الذي اختتم أعماله الثلاثاء الماضي نكهة التميز التي كانت تضفيها عليه الشخصيات العالمية البارزة التي تثري جلساته وتضيف إليه زخما دوليا مطلوبا باعتبا أنه فعالية دولية أصبحت تحتل موقعا متميزا في خريطة المناسبات العالمية، وذلك ما لم يخفه كثير من المراقبين والمختصين والإعلاميين الذين أكدوا التأثير الواضح لغياب الشخصيات البارزة في هذا المنتدى، ملمحين الى أن النسخ السابقة كانت تضم شخصيات أكثر تأثيرا وبروزا، غير أنهم لم يخفوا كذلك إشادتهم بمن تم استقطابهم من متحدثين غلب على بعضهم الطابع السياسي، الى جانب تنوع جلساته بين الطابع العلمي والتعليمي التي فتحت من خلالها مناقشات دفعت لاتخاذ مبادرات ومقترحات. وشهدت أيام المنتدى الذي تم تنظيمه تحت شعار «ما بعد الآفاق .. اليوم نبني اقتصاد الغد» واستمر لمدة أربعة أيام، لقاءات نوعية لوزراء ومسؤولين، حيث اختتم بحوار القادة مع وزير العدل محمد العيسى ، سبقه حوار الشباب مع أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي أكد دعم الشباب المبادرين من خلال إنشاء حاضنة أعمال لمشاريع تنموية لتوفير الخدمات اللوجستية، فيما جاءت الأيام الأولى لانطلاق المنتدى بافتتاح لوزيري العمل والتجارة دارت بعدها نقاشات واسعة وأطلقت مبادرات مهمة. المنتدى كعادته في كل عام لا يصدر توصيات وإنما يركز على الطرح والنقاش وتبادل الآراء في موضوعات مختلفة، وتتمخض عن مشاركات المتحدثين فيه حلول ومقترحات وقد اعترف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة رئيس منتدى جدة الاقتصادي 2012م صالح كامل بعدم توفق اللجنة المنظمة للحدث في طرح موضوع تحول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد، وخروج الجلسة المختصة بذلك عن العنوان الرئيسي لها، مشيرا الى أن هذا الموضوع يخص قادة دول مجلس التعاون والجهات ذات العلاقة. وفيما يخص غياب المشاهير والأسماء المعروفة في منتدى جدة الإقتصادي لهذا العام، أكد كامل أن نجاح المنتديات لا يقاس بأسماء المشاهير وإنما بماذا يقدم المنتدى؟ وهل يفيد المجتمع؟ قبل أن يعود ليقول «الحمد لله لقد وفقت جلسات المنتدى المحلية والإقليمية والعالمية في تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها» كاشفاً أن دولة رئيس وزراء ماليزيا السابق حضر المنتدى ثلاث مرات، ودولة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردغان حضر مرتين، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون حضر مرة واحدة، ومن المستحيل أن يكرر المنتدى مثل هذه الأسماء حتى يحصل على الأسماء المشهورة، وعلى الرغم من هذا كانت هناك مشاركة في نسخة المنتدى لهذا العام من قبل دولة رئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز، ودولة رئيس وزراء إيرلندا الأسبق جون بروتون. وبيّن رئيس منتدى جدة الاقتصادي أن المنتدى كعادته في كل عام لا يصدر توصيات وإنما يركز على الطرح والنقاش وتبادل الآراء في موضوعات مختلفة، وتتمخض عن مشاركات المتحدثين فيه حلول ومقترحات، ويشرفه حضور الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو محافظ جدة ووزيرين أوثلاثة، منوهاً الى أن التوصيات لا تصدر إلا عن المنتديات السياسية، مدللاً على ذلك بأن منتدى دافوس العالمي لا يصدر توصيات فكل مشارك فيه يعتمد على طرحه ومواضيعه والتي يبرزها المنتدى عبر وسائل مختلفة وفق أهداف ورسالة وضع من أجلها. ومن جانبها أبرزت نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة لمى سليمان الظهور المشرف الذي تحقق للمنتدى في هذا العام من خلال الطرح الموضوعي للقضايا التي حفلت بها الجلسات العلمية إلى جانب الأسماء التي كان لها صدى على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية. ولفتت إلى عدم إغفال المنتدى لمشاركة المرأة في هذه التظاهرة، إذ وجهت الدعوة لأكثر من 6000 شخصية، من ضمنهم نساء، مستدركةً «قلة المشاركة النسائية سببه أن المرأة لم تعد بحاجة إلى إبرازها، بعد أن دلل خادم الحرمين الشريفين على مكانتها في المجتمع، والشاهد على إشراك المرأة في المنتدى هو أن تنظيمه هذا العام جاء من خلال أربع نساء، أنا من ضمنهن».