في إطار استعداداته لمرحلة ما بعد الربيع العربي والتغييرات التي تعصف في المنطقة، يستعد الجيش الإسرائيلي في تدريباته الجارية للحرب القادمة "تحت الأرض" والتي سيكون عليه خلالها مواجهة مراكز إدارة الحرب في خنادق تحت الأرض، وخاصة في قطاع غزة ولبنان. وقال موقع "هآرتس" صباح الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات حرب لن يكون بمقدوره خلالها الامتناع عن مواجهات تدور رحاها تحت سطح الأرض. فتقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله يمتلك عشرات القواعد العسكرية المبنية تحت الأرض في لبنان، والتي يقود الحزب منها عملياته العسكرية ويصدر أوامره وتعليماته لجنوده، مع الاحتفاظ بمنظومات لإطلاق الصواريخ والراجمات من تحت الأرض. وبحسب الموقع فإن حركة حماس أيضا تمتلك هي الأخرى منظومة حربية وعسكرية تحت الأرض تشمل عشرات "الأنفاق القتالية" المرتبطة بالبيوت داخل القطاع، بعضها أنفاق معدة لعمليات اختطاف الجنود الإسرائيليين وأسرهم عند الحاجة، وأنفاق أخرى معدة لنقل وتهريب الأسلحة إلى القطاع. وقد استعرض الجيش الإسرائيلي القدرات القتالية الجديدة التي تم تطويرها منذ الحرب العدوانية على لبنان في يوليو 2006، والحرب العدوانية على قطاع غزة في 2008-2009 في القاعدة العسكرية "سيركين" حيث مقر الوحدة الهندسية للمهام الخاصة التابعة لسلاح البرية. وجاء أن الجيش أجرى في القاعدة المذكورة تدريبا أظهر قدرات الجنود الإسرائيليين وجاهزيتهم للحرب تحت الأرض، من خلال محاكاة نشاط قيادة عسكرية تحت الأرض تتمركز في مبنى من طابقين يحتوي مع منشآته على غرفة قيادة، مخزن للأسلحة ومنافذ لخروج المقاتلين عند الهجوم، ومنافذ للهواء وحتى محول للطاقة الكهربائية يمكن البقاء في الموقع لفترة طويلة ومتواصلة. وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي يفضل، بالأساس عدم الدخول إلى الأنفاق والمقار العسكرية تحت الأرض على اعتبار أن درجة المجازفة بحياة جنوده تفوق في هذه الحالة الفائدة المرجوة منها. في المقابل قد تكون للحرب تحت الأرض، في بعض الحالات نقاط تفوق وحسنات وخاصة في حالات كون الموقع ذا أهمية إستراتيجية، أو في حالة اختطاف الجنود، حيث سيتم دخول الأنفاق أو هذه المواقع بمساعدة الروبوتات الالكترونية، ومن ثم يتم إنزال الجنود للموقع. ونقل عن الكولونيل ساهار أفرجيل، قائد وحدة "يهلوم" في الجيش الإسرائيلي، قوله إن العالم "تحت الأرض" مليء بالمخاطر والتهديدات العسكرية، فالأنفاق ليست مجرد ظاهرة جيولوجية بل هي أمر معقد مليء بالمصائد والكمائن التي يعدها لنا العدو". وأشار الموقع في هذا السياق إلى التقارير التي تتحدث عن مصاعب مالية يواجهها الجيش بشكل عام وسلاح القوات البرية على نحو خاص، إذ يبلغ سعر القذيفة المدفعية الواحدة 25 ألف شيكل بينما تبلغ كلفة تسيير دبابة من طراز "مركفاه" 40 لساعة واحة 1500 شيكل، وتصل كلفة تدريب للوحدة العسكرية مع تكاليف جنود الاحتياط 18 مليون شيكل.