قال خبراء ودبلوماسيون: إن المهمة التي يبدأها كوفي أنان تشكل فرصة للتفاوض على وقف لإطلاق النار على الأقل في سوريا بينما تبدو الأسرة الدولية غير قادرة على وقف العنف المستمر منذ حوالي السنة. وقد حدد كوفي أنان الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمره الصحافي الأول وهي السعي إلى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي أسفرت عن 7500 قتيل على الأقل والعمل على إدخال المساعدة الإنسانية» و»إيجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد». وذكرت مجموعة الأزمات الدولية أن «فرصه بالنجاح ضئيلة لكنه يمثل اليوم أفضل أمل» في التوصل إلى حل تفاوضي، وهو أمل «يجب عدم التفريط به». واعتبرت لويز اربور رئيسة هذه المجموعة من الخبراء أن «كل يوم من أعمال العنف وكل ضحية جديدة يؤخر إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية». وأوجز سفير غربي المسألة بقوله: «حتى لو أن فرص النجاح تبلغ خمسة في المائة، فمن الضروري أن نقوم بالمحاولة». ويملك كوفي أنان أوراقا وإمكانيات عدة. وقال ريتشارد غاون من جامعة نيويورك: إن «أنان هو أفضل من يسعى إلى تأمين الحماية للمدنيين في سوريا لأنه أبدى شكوكا حول ليبيا». لكنه أضاف: إن مشكلته هي أنه يمثل في الوقت نفسه الأممالمتحدة والجامعة العربية، المقسومتين بين فريق يدعو إلى التدخل وآخر يدعو إلى التريث. الروس والمفتاح وأكد دبلوماسي غربي أن «الروس هم الذين يمسكون بمفتاح» نجاح مهمة كوفي أنان. وتساءل: «هل سيبتعدون عنه أم سيتعاملون معه كما نتعامل نحن معه، أي باعتباره أفضل فرصة لكسر حلقة العنف؟». من وجهة نظر تكتيكية، يقول مايكل وحيد حنا من مؤسسة «سنتشري فاونديشن» ان من مصلحة كوفي انان البدء بالجانب الإنساني من مهمته، أي «التفاوض على وقف لإطلاق النار أو على الأقل على هدنة تتيح وصول المساعدة الإنسانية، ثم إقامة وجود دائم في سوريا واختيار فريق لإجراء عمليات تقويم». وأضاف: «من المبكر الحديث عن عملية انتقالية سياسية تلي خطة الجامعة العربية، فالنظام غير موافق والمعارضة ليست مستعجلة» للتفاوض بعد قمع قاس مستمر منذ أشهر.