استضاف منتدى الأحمدية بمجلس آل مبارك بالأحساء مساء الأربعاء الماضي الدكتور خالد الجريان نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي،في محاضرة علمية عن أحد علماء الأحساء في القرن الثاني عشر الهجري وهو الإمام العلامة البيتوشي حيث تحدث المحاضر عن تجربته في البحث عن تراث الأحساء العلمي المتفرق، وكيف اكتشف هذا العالم الأديب النحوي اللغوي البيتوشي، وكيف استطاع جمع تراث هذا العالم في رحلة علمية شاقة وشيقة حيث التكشيف في فهارس المخطوطات، ثم عرج المحاضر بالحديث عن البيتوشي وعرف باسمه ونسبه واستقراره في الأحساء وإقامته بها ردحا من الزمن حيث وجد ضالته بها، وفي الأحساء ألف البيتوشي معظم مؤلفاته الأدبية والشرعية والنحوية واللغوية، كما اتصل بعلمائها ودار بينه وبينهم مراسلات وقصائد أخوانية رائعة. وبعد وفاة الشيخ أحمد آل عبدالقادر شعر البيتوشي بالوحدة والحنين إلى بلده فقرر العودة إلى مسقط رأسه بيتوشي فسافر إلى البصرة وفيها حانت منيته حيث توفي ودفن بها سنة 1211 رثاه جمع من العلماء من بينهم تلميذه عثمان بن سند حيث قال في مرثيته: على مثله يبكي يراع ودفتر وتبكي أعاريض عليه وأشطر ثم تحدث الباحث عن مؤلفات البيتوشي المتنوعة ما بين منظومات وشروح وحواشي وما بين علوم شرعية وعربية تربو على الخمسين مصنفا وكذلك أدب البيتوشي شعرا ونثرا حيث الرقة والعذوبة في الألفاظ تارة والغريب والوحشي تارة أخرى، وحيث المعاني والصور والأخيلة الفريدة ثم عرض بعضا من قصائده الأخوانية ومنها قصيدته التي يعاتب فيها صديقه الشيخ أحمد آل عبدالقادر يقول في مطلعها: الهجر أقتل ما علمتِ فواصلي ماذا التجافي منكِ يا ابنة وائلِ ثم ختم المحاضر محاضرته بالإجابة على مداخلات الحاضرين ومنهم الشيخ عبد الباقي المبارك الذي ذكر قصيدة البيتوشي اللغوية، والدكتور جزاء الذي تساءل عن منهج البيتوشي النحوي، والأستاذ خالد العبيدون الذي سأل عن موضوعات مؤلفاته والشيخ ياسر المبارك الذي سأل عن أسباب ضياع تراث علماء الأحساء .