قتل20 جندياً باكستانياً في اعتداء نفذه، صباح الخميس فتى انتحاري يرتدي اللباس المدرسي في مركز للجيش بشمال غرب البلاد التي تشهد موجة من هجمات حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة. وتبنت طالبان على الفور العملية الانتحارية في اتصال بوكالة فرانس برس. ووقع الاعتداء في معسكر في مدينة ماردان اثناء استعراض القوات في الصباح. قوات باكستانية تهرع إلى مكان الهجوم في معسكر ماردان AFP ونقلت فرانس برس عن عبد الله خان الضابط في شرطة ماردان قوله ان «الانتحاري كان فتى وكان يرتدي اللباس المدرسي». وتحدّى هجوم المراهق تأكيدات رسمية بأن حملات الجيش أضعفت مسلحي طالبان المرتبطين بالقاعدة. ويشي الهجوم بأن المتشدّدين يعاودون جمع صفوفهم بعد فترة هدوء في الهجمات الكبيرة. وقال مسؤول عسكري لرويترز «المهاجم ضرب المجنّدين عندما كانوا مشغولين بتدريبهم الصباحي».. وقال مسؤولون إن الصبي تسلل الى المعسكر مترجّلاً فيما يبدو. وأدان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الهجوم وقال في بيان: «مثل هذه الهجمات الخسيسة لا يمكن ان تؤثر في معنويات أجهزة الامن وعزم البلاد على القضاء على الارهاب». وتتعرّض حكومة جيلاني لضغوط على عدة جبهات وتحاول احياء اقتصاد راكد بينما يتنامى السخط الشعبي على الفساد الحكومي والفقر المتفشي وانقطاع التيار الكهربائي. وتقع ماردان قرب المناطق القبلية الممتدة شمال غرب باكستان على الحدود الافغانية، والتي تعتبر معقلاً لحركة طالبان باكستان والمعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في العالم وقاعدة خلفية مهمة لطالبان افغانستان. تحدى الهجوم تأكيدات رسمية بأن حملات الجيش أضعفت مسلحي طالبان المرتبطين بالقاعدة.. ويشير الهجوم الى أن المسلحين يعاودون جمع صفوفهم بعد فترة هدوء غامضة.. واعتبر رئيس الوزراء يوسف جيلاني أن مثل هذه الهجمات الخسيسة لا يمكن ان تؤثر في معنويات اجهزة الامن. كما تبعد هذه المدينة الصغيرة 50 كلم عن منطقة مهمند القبلية حيث يشن الجيش منذ نهاية كانون الثاني/ يناير هجوماً على طالبان. وتشهد باكستان منذ ثلاث سنوات ونصف السنة موجة من الاعتداءات معظمها انتحارية، وصل عددها حتى الآن الى حوالى 450 واوقعت اكثر من اربعة آلاف قتيل في جميع انحاء البلاد. وتبنّت طالبان باكستان في الآونة الاخيرة عدة اعتداءات استهدفت قوات الامن رداً على حد قولها على هجمات الجيش على المتمرّدين وعلى حملة القصف شبه اليومي الذي تشنه طائرات بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) على معاقلها في المناطق القبلية حيث تستهدف قيادات من القاعدة ومن حركتي طالبان الباكستانية والافغانية. وبعد ساعات على وقوع الاعتداء قال عزام طارق المتحدث باسم طالبان باكستان في مكالمة هاتفية مع فرانس برس من مكان مجهول «نفتخر بتبني هجوم» ماردان و»سنواصل شن هذا النوع من الهجمات ضد الذين يحمون الامريكيين وسننفذها انتقاماً لإطلاق الصواريخ من طائرات بدون طيار وللعمليات العسكرية في المناطق القبلية، الى ان تتوقف هذه العمليات». وفي صيف 2007 اعلنت حركة طالبان باكستان مع اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة «الجهاد» على اسلام اباد لدعمها واشنطن في «الحرب على الارهاب» التي تشنها منذ نهاية 2001. واعتداءات طالبان التي ينفذها في غالب الاحيان شبان وفتيان تدرّبوا في معسكرات الحركة وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية، تستهدف في غالب الاحيان الشرطة والجيش، غير ان طالبان والمجموعات المتحالفة معها باتت تستهدف بشكل متزايد منذ اشهر المدنيين. واعتداء ماردان هو العاشر خلال اسبوعين في باكستان الدولة الاسلامية الوحيدة التي تملك القنبلة النووية والحليف الاساسي للولايات المتحدة في المنطقة. ويأتي الهجوم بعد يوم من استقالة الحكومة الباكستانية لتمكين رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني من تشكيل حكومة مصغرة وتقليص النفقات، فيما تواجه البلاد أزمة موازنة حادة، كما اعلن مصدر رسمي. الا ان التعديل لا يمكن ان يؤدي الا الى تقليض متواضع للنفقات.. وتقول وزارة الاعلام ان الحكومة الجديدة التي ستعلن في الايام المقبلة ستنقص فقط بضعة وزراء. وردت المعارضة انها لن تكتفي بهذا السيناريو. وكان حزب الشعب الباكستاني الحاكم اجاز الاسبوع الماضي لجيلاني حل حكومته بناء على طلب بضعة احزاب اخرى تطالب بتقليص النفقات خصوصا بعض حلفائها الذين هدّدوا بتفجير التحالف الحكومي الهش. وتواجه البلاد التي شهدت الفيضانات التاريخية الصيف الماضي وادت الى اضرار بلغت 10 مليارات دولار، ضغوطاً ايضا من المانحين الاجانب ومنهم واشنطن وصندوق النقد الدولي، والذين يطالبونها بإجراء اصلاحات في الموازنة في مقابل مساعدات.