إسلام أباد - أ ف ب، رويترز - أقدم فتى يرتدي زياً مدرسياً على تفجير شحنة ناسفة كان يحملها، في مركز تجنيد للجيش الباكستاني في الإقليم الشمالي الغربي أمس، وذلك في هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 31 متطوعاً وشكل تحدياً لتأكيدات السلطات أنها أضعفت المتشددين. واستهدف الهجوم معسكر «وحدة البنجاب» التي أثار وجودها في مناطق البشتون حساسيات عرقية، بعد اتهام الحكومة باستقدام وحدات من اقليم البنجاب ل «محاربة السكان البشتون» في غرب البلاد. ونفِذ الهجوم الذي تبنته حركة «طالبان باكستان» في المعسكر الخاضع لحراسة مشددة في حامية مدينة ماردان، أثناء استعراض القوات في الصباح. وهذا الهجوم هو الأكثر دموية في باكستان منذ فجرت امرأة منقبة شحنة ناسفة كانت تحملها في مركز لتوزيع الأغذية تابع للأمم المتحدة، يوم عيد الميلاد العام 2010 في إقليم باجور القبلي، ما أسفر عن سقوط 43 قتيلاً. وقال عبدالله خان الضابط في شرطة ماردان (30 كلم من العاصمة الإقليمية بيشاور) ان الهجوم الانتحاري «نفذه فتى في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمره، كان يرتدي اللباس المدرسي». وأكد خان مقتل 31 مجنداً وجرح 36 آخرين بينهم 16 في حال حرجة». وعززت قوات الجيش تأهبها في الموقع الذي ضربت طوقاً حوله. واعتبر الهجوم مؤشراً الى ان عمليات الجيش في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان، لم تنجح في إضعاف عزيمة المقاتلين المتشددين الذين أعادوا كما يبدو رص صفوفهم، بعد فترة هدوء في الهجمات عليهم. وفي مؤشر الى التوتر الذي خلّفه الهجوم، فتش الجنود عند بوابات المجمع العسكري السائقين قبل السماح لهم بادخال نعوش لنقل جثث الضحايا. وقال مسؤول عسكري إن «المهاجم استهدف المجندين عندما كانوا مشغولين بتدريبهم الصباحي، بعدما تسلل الى المعسكر». ودان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الهجوم، مؤكداً في بيان ان «مثل هذه الهجمات الخسيسة لا يمكن أن تؤثر في معنويات أجهزة الأمن وعزم البلاد على القضاء على الإرهاب». وقال عزام طارق الناطق باسم «طالبان باكستان»: «نفتخر بتبني الهجوم، وسنواصل شن هذا النوع من الهجمات ضد الذين يحمون الأميركيين وسننفذها انتقاماً لإطلاق الصواريخ من طائرات من دون طيار، وللعمليات العسكرية في المناطق القبلية، الى ان تتوقف هذه العمليات».