الحديث عن النحت يأخذنا الى أهم مناسباته «سمبوزيوم الدوادمي» الذي أعلنت وزارة الثقافة والإعلام عن نيتها تنظيمه قريبا ودعت له النحاتين السعوديين، تعيدنا هذه المناسبة الجديدة الى البدايات التي كنا حينها نتحاشى اسم نحت فهناك كثير من التحفظ والحساسية، لكن فنانينا أثبتوا مع التجربة أنهم قادرون على فعل شيء يؤكد انفتاحهم وقدراتهم على تجاوز هذه الحساسية بل ان هذا النتاج يعتلي ميادين وساحات في بعض مدن المملكة وليس أبلغ من مدينة جدة التي وصفت بأنها معارض مفتوحة لأعمال أبرز فناني العالم كهنري مور وسيزار وعدد من الفنانين العرب والسعوديين بدءاً بالراحل عبدالحليم رضوي. لم يتماس النتاج النحتي هنا مع تلك الحساسية بسبب خلوه مما يثير فالأعمال أبلغ جمالية وأحيانا ذات علاقة بموروث محلي أو حضاري أو علاقة اجتماعية. لم يتماس النتاج النحتي هنا مع تلك الحساسية بسبب خلوه مما يثير فالأعمال أبلغ جمالية وأحيانا ذات علاقة بموروث محلي أو حضاري أو علاقة اجتماعية. كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تمنح جوائز النحت في معارضها المركزية تحت اسم الفنون التطبيقية والمجسمات الجمالية وعندما آل الأمر الى وزارة الثقافة والإعلام أخذت في التوجه الى ذلك بمعرض أظهرت تسميته ذات الحساسية، خاصة انها أوكلت مهمة تنظيمة الى أحد من يمارسون النحت فتسمى المعرض ب»الثلاثي الأبعاد» وهو أيضا هروب من المسمى الحقيقي(النحت) ومع نجاح التجربة الأولى أقيم المعرض الثاني أكثر انفتاحا وقبولا وتنويعا وبالتالي نجاحا ما حدا بالوزارة الى الإعلان عن جديد تمثل في سمبوزيوم الدوادمي. قبل عام ونصف العام وفي صيف 1431 كان لعدد من النحاتين موعدا مع فعالية هامة هي الأولى على مستوى المملكة عندما نظمت أرامكو السعودية ضمن فعاليات صيف31 سمبوزيوم للنحت بمشاركة نحاتين عرب هم أسماء معروفة على مستوى بلدانهم «توني بصبوص من لبنان ومنصور منسي من مصر وفؤاد بنفلاح من البحرين وسالم المرهون من عمان بجانب السعوديين علي الطخيس وعصام جميل واحمد عبدرب النبي ومحمد الفارس وفيصل النعمان» وكانت الفرص متاحة لآخرين لولا اعتذارهم. إذن نحن أمام تحول ايجابي وهام في النتاج النحتي الذي كنا نتحسس حتى من الإعلان عنه وفي هذا دلائل ايجابية كبيرة.