أسفر تجدّد القصف العنيف الذي تشنه القوات الحكومية امس الجمعة لمدن إدلب وحمص عن سقوط عشرين قتيلًا على الأقل، حسبما أفاد نشطاء المعارضة. وقال الناشط عمر الحمصي إن ستة مدنيين على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أربعون آخرون نتيجة القصف العنيف لحي بابا عمرو ومن بين القتلى اب وابن له يبلغ من العمر 14 عامًا. كانا يحاولان الفرار من القصف عندما أصابتهما شظايا في الشارع. ويتعرّض حي بابا عمرو وعدد من احياء حمص لقصف متواصل منذ اسبوعين اسفر عن مقتل مئات الاشخاص بحسب ناشطين. وقال نشطاء في مدينة إدلب شمالي سوريا المتاخمة للحدود مع تركيا، إن أربعة عشر شخصًا قتلوا جراء القصف الحكومي. من ناحية ثانية أشارت نسخة معدّلة لمسودة البيان الختامي لمؤتمر «أصدقاء سوريا» حصلت رويترز عليها الى أن القوى الغربية والعربية التي اجتمعت في تونس امس الجمعة ستطالب السلطات السورية بالسماح فورًا بدخول مساعدات لمدن حمص ودرعا والزبداني، ومناطق أخرى تحت الحصار. وتدعو المسودة أيضًا دمشق لوقف كل أشكال العنف فورًا، وتتعهّد بتقديم مساعدات انسانية خلال 48 ساعة اذا أوقفت سوريا هجومها على المناطق المدنية وسمحت بالدخول. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية اكثر من 50 دولة وهو الاول لمجموعة «أصدقاء سوريا» بعد نحو عام من بدء الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وتضمّ المجموعة الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ودولًا عربية وإسلامية. ولا تشارك روسيا والصين اللتان استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بالامم المتحدة ضد سوريا. في غياب خطط للتدخّل العسكري يرجّح أن يركّز الوزراء على الدعم الانساني.. وتلزم مسودّة البيان الدول بتطبيق عقوبات تهدف الى الضغط على السلطات السورية لوقف العنف. وعقد اجتماع امس وسط تصاعد هجمات الحكومة على مدينة حمص وتزايد الغضب الدولي بشأن العنف الذي أودى بحياة الآلاف خلال الانتفاضة على حكم الاسد. ويقول نشطاء ان الجيش يمنع وصول الامدادات الطبية لاجزاء من حمص، حيث أغلقت المستشفيات والمدارس والمتاجر والمصالح الحكومية.. وتحاول اللجنة الدولية للصليب الاحمر اقناع الحكومة وقوات المعارضة بالموافقة على وقف لاطلاق النار يستمر ساعتين يوميًّا. وفي غياب خُطط للتدخّل العسكري يرجّح أن يركّز الوزراء على الدعم الانساني. وتلزم مسودة البيان الدول بتطبيق عقوبات تهدف الى الضغط على السلطات السورية لوقف العنف. وتشمل هذه العقوبات حظرًا على السفر وتجميد أصول ووقف شراء النفط السوري ووقف الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات المالية المتصلة بسوريا وخفض العلاقات الدبلوماسية ومنع شحنات الاسلحة المتجهة الى الحكومة السورية. وتشيد مسودة البيان بالمجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية والذي يشارك في اجتماع تونس لكن دون الاعتراف الكامل به كممثل شرعي للسوريين يسعى الى تغيير ديمقراطي سلمي. وفي اشارة الى الانقسامات بين المعارضين في الخارج من اعضاء المجلس الوطني السوري وبين القاعدة العريضة من النشطاء الذين يحرّكون الاحتجاجات ضد الاسد تشيد المسودة بشجاعة وإصرار السوريين في الداخل الذين يمثلون طليعة الشعب السوري الذي يسعى الى الحرية والكرامة. وأضاف البيان: اتفقت المجموعة على زيادة انخراطها مع المعارضة السورية ودعمها العملي لها دون أن يحدّد نوعية هذا الدعم. وحذفت المسودة المعدلة فقرة كانت تشجّع جامعة الدول العربية على استئناف بعثة المراقبة التي لقيت انتقاداتٍ قوية وعلقت عملها في يناير بعد تصاعد العنف في سوريا. وقال دبلوماسي ان المسودة قد تشهد مزيدًا من التعديلات. وأشارت النسخة المعدّلة الى طلب الجامعة العربية من مجلس الامن الدولي لإصدار قرار لتشكيل قوة مشتركة لحفظ السلام من الدول العربية والامم المتحدة بعد أن يوقف النظام الانتهاكات كما هو موضّح أعلاه. كما دعا المجلس الوطني السوري مجموعة «أصدقاء سوريا» امس الجمعة الى تسليح الجيش السوري الحُر الذي يضمّ الآلاف من المنشقين عن القوات الحكومية وكذلك تسليح كل أشكال المقاومة الشعبية الاخرى للرئيس بشار الاسد. وقال المجلس في بيان يضمّ مطالب من سبع نقاط قدّمه للمجموعة الدولية التي تجتمع في تونس انه اذا لم يقبل النظام بنود المبادرة السياسية التي وضعتها جامعة الدول العربية ويوقف العنف ضد المدنيين فإن مجموعة «أصدقاء سوريا» يجب ألا تمنع الدول من مساعدة المعارضة السورية عن طريق توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتقديم الاسلحة للمعارضة للدفاع عن نفسها.