احذروا السوس.. إنه ينخر الخشب والشجر والبشر.. ويتسلل عبر الحواجز الصلبة.. ويندس بين جلودنا وأصابعنا ويصل حتى إلى عيوننا. ولكن احذروا أن يصل إلى دمائكم وقلوبكم وأيمانكم السوس انطلق في زحفه.. وأعلن حربه وانتظمت صفوفه إنه يتقدم إلى ضمائرنا ليصيبها بالعطب.. وإلى مكامن قوتنا ليحولها إلى ضعف ويكسبها الوهن. وجحافل السوس لا تتوقف.. قد تأتي إلينا من هناك أو من هنا.. وهي في صراعها المرير لا تعرف اليأس ولا الملل قد تأتي في كتاب شديد البلاغة رائع الأسلوب أوقد تأتي أحيانًا عبر الأثير.. لتقتحم الأسوار وتدخل إلى بيتك.. وأهلك وأولادك وربما رأيت السوس في الطريق يمشي ويركض ويندس بين الجموع. قاوموا السوس إن رأيتموه.. وأبيدوه قبل أن ينخر في عظامكم ويتسلل إلى أوردتكم.. وحاولوا أن تعرفوه قبل أن يعرف هو الطريق إلى رؤوسكم.. وفي هذا الزمن أصبح السوس أشد خطرًا وأكثر هولًا.. لأنه يرتدي رداء الدين.. ورواه الترمذي والبخاري وابن ماجة «ودلسوا فيه» وقلبوا الحق إلى الباطل ووضعوا للقتل والإرهاب.. وإزهاق أرواح الناس مبررات لا تمت للدين بصلة. قاوموا السوس إن رأيتموه.. وأبيدوه قبل أن ينخر في عظامكم ويتسلل إلى أوردتكم.. وحاولوا أن تعرفوه قبل أن يعرف هو الطريق إلى رؤوسكم.. وفي هذا الزمن أصبح السوس أشد خطرًا وأكثر هولًا.. لأنه يرتدي رداء الدين والذين استمعوا إلى اعترافات تلك الفئة الضالة يدركون إلى أي مدى نخر «السوس» في عقول هؤلاء الصغار في مداركهم وأفسد قلوبهم.. ودفعهم إلى بؤرة الهلاك والموت. فحتى بيت الله الحرام.. لم يخل من أوكارهم.. ومؤامراتهم ووسائل دمارهم.. ولكن قدرة الله جل وعلا ثم يقظة رجال الأمن البواسل.. أحبطت مكائدهم وخطرهم.. وأعادت كيدهم إلى نحورهم. وهكذا أراد الله لهذا البلد الأمن والسلام كما وعد.. انه لا يخلف الميعاد.. والله على كل شيء قدير.