أصيب شخصان على الاقل في مواجهات جديدة جرت السبت في داكار بين الشرطة وشبان كانوا يحاولون مثل الليلة قبل الماضية الوصول الى الساحة التي تريد المعارضة السنغالية تنظيم تظاهرة فيها احتجاجا على الرئيس السنغالي عبدالله واد غداة اعمال عنف اندلعت في العاصمة. وتوفي شاب متأثرا بجروح اصيب بها مساء الجمعة في كاولاك (وسط السنغال) خلال تظاهرة احتجاج على «تدنيس» الشرطة لمسجد في داكار. وبذلك يرتفع عدد الضحايا الى خمسة قتلى و15 جريحا منذ اندلاع حركة احتجاج على ترشيح عبد الله واد للرئاسة في يناير الماضي. وفي اجواء من التوتر الشديد بدا العسكر والقوات شبه العسكرية وعددها 23 ألفا التصويت حتى أمس الاحد في الانتخابات الرئاسية التي دعي اليها السنغاليون في 26 فبراير. واعلن عبدالعزيز ديوب احد قياديي حركة 23 يونيو (ام 23)، ائتلاف المعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني، «اننا مصرون على ندائنا الى التظاهر في ساحة الاستقلال». واضاف «اننا نشدد على الطابع السلمي لحركة ام 23 لكن طالما التظاهرات ممنوعة نتوقع مواجهات لا محالة». وقد دعت الحركة الجمعة الى التظاهر في الساحة ذاتها بوسط المدينة قرب القصر الرئاسي مطالبة بسحب ترشيح الرئيس عبدالله واد (85 سنة) لولاية جديدة بعد ان حكم البلاد 12 سنة. وأثناء محاولة متظاهرين، بينهم شبان، الوصول الى الساحة التي تحيط بها قوات الامن، حدثت اشتباكات بين المتظاهرين والعسكريين في مشاهد تشبه حرب الشوارع. واستعمل الشرطيون الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه فرد عليهم مئات الشبان برشق الحجارة واضرم الشبان النار في متاريس جهزت في شوارع وجادات في المدينة. وتفاقمت اعمال العنف عندما اقدم ضابط في الشرطة على اطلاق قنبلة غاز مسيلة للدموع داخل زاوية (مسجد) الحاج مالك سي. هذه اول مرة يتعرض فيها جامع في السنغال، التي يشكل المسلمون 95% من سكانها، الى اعتداء من الشرطة خلال التظاهرات المناهضة لواد التي تكثفت منذ ان اقر المجلس الدستوري في نهاية يناير ترشيح الرئيس الى انتخابات 26 فبرايروهرع المصلون يحتجون على ما اعتبروه «حراما» وعملية «تدنيس» واشتد غضب الشبان الذين كانوا هناك على الشرطيين وهتفوا «الله اكبر». وسرعان ما نظم المئات من المصلين اعتصاما امام الجامع فرقته الشرطة بعنف. وتوفي شاب في ظروف لم تحددها السلطة في حين تقول الصحف المحلية انه اصيب بقنبلة مسيلة للدموع. وفي تيفاوان (اقل من مئة كلم شمال شرق دكار) حيث نهبت البلدية وأحرقت، اعرب رئيس البلدية الحاج مالك ديوب وهو من التيار الليبرالي الذي ينتمي اليه الرئيس واد، عن اسفه لتلك الاحداث في مسجد دكار مؤكدا انه «لا يجب اتخاذ ذلك ذريعة والانتقام من رموز الدولة». واتهم «شبانا بعضهم يتلاعب بهم رجال سياسة» بالوقوف وراء اعمال عنف استهدفت البلدية ثم التهجم على ممتلكات مسؤولين في الحزب الديمقراطي السنغالي الحاكم بما فيه منزله الشخصي على حد قوله. وهذه اول مرة يتعرض فيها جامع في السنغال، التي يشكل المسلمون 95% من سكانها، الى اعتداء من الشرطة خلال التظاهرات المناهضة لواد التي تكثفت منذ ان اقر المجلس الدستوري في نهاية يناير ترشيح الرئيس الى انتخابات 26 فبراير. كذلك تخللت اعمال عنف تفريق تجمع كان شبان محتجون من حركة «يانامار» يحاولون تنظيمه، وحظرته السلطات، واعتقل العديد من اعضاء حركة الشبان واثنان من قياديها من مغني الراب كيليفو وسيمون. واعلن فاضل بارو القيادي ايضا في حركة «يانامار» لفرانس برس السبت «انهم حوالى عشرين» محتجزين عند الشرطة. واعرب الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان وثلاث منظمات سنغالية في بيان عن اسفها لاعمال العنف منددة «بعشرة توقيفات» خلال ثلاثة ايام، ودعت السلطات الى «الكف فورا عن القمع الذي يستهدف» التظاهرات. ويترشح الرئيس واد الى ولاية ثالثة ليخوض السباق الرئاسي مع 13 مرشحا من المعارضة. واعتبرت حركة (ام23) انه قضى الولايتين المسموح بهما في الدستور وتعتبر ترشيحه الجديد غير قانوني لكن انصار واد يطعنون في ذلك ويؤكدون ان تعديل الدستور يمنحه الحق في الترشح مجددا.