شنّت القوات السورية امس هجومًا على درعا، وواصلت قصف حمص وحصار حماة، ليتجاوز عدد قتلى الثورة السورية منذ انطلاقتها منتصف مارس ثمانية آلاف. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية محمود السيد إن أصوات الانفجارات والاشتباكات كانت تُسمع بكثافة في درعا المحطة، اضافة لاشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه، مشيرًا إلى أن هناك أنباء عن سقوط قتيل من المنشقين وثلاثة آخرين من الجيش السوري. وأوضح أن التيار الكهربائي انقطع عن درعا البلد ووصلت تعزيزات كبيرة من قوات الأمن والشبيحة تمهيدًا لاقتحامها. أما في حمص فتواصل قصف المدينة لليوم الثالث عشر على التوالي وقال الناشط السياسي المعتصم بالله محمد إن القصف استؤنف على حي بابا عمرو امس بمعدل ست أو سبع قذائف في الساعة، وأوضح أن وتيرة القصف تخف في الليل ليتم استبدالها بإطلاق نار كثيف من القناصة المتمركزين على المباني العالية والذين يستهدفون أي شيء يتحرّك. حصار حماة وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن حصار كامل بالدبابات والمدرعات ومختلف أنواع الآليات العسكرية لمدينة حماة، مع منع كامل للحركة بالقسم الشمالي من المدينة والممتد من نهر العاصي وحتى المدخل الشمالي، إضافة إلى قطع كل الطرق الواصلة بين منطقتي السوق والحاضر. كما شوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من المنازل بحي الحميدية تزامنًا مع قصف عنيف استهدف البيوت السكنية والمدنيين بشكل مباشر، حسبما ذكرته الهيئة العامة. كما اقتحمت قوات الجيش والأمن والشبّيحة عدة مناطق، وقطعت طرقات رئيسية في العاصمة دمشق لمنع متظاهرين من الاحتجاج على قصف حمص. 8343 قتيلًا في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان - ومقرها لندن - إن عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل أكثر من 11 شهرًا تجاوز ثمانية آلاف قتيل، من بينهم 590 طفلًا على الأقل. وأضاف البيان إن عدد القتلى جراء التعذيب بلغ 336، في حين بلغ عدد القتلى من العسكريين وقوات الأمن المنشقين عن النظام 644 قتيلًا. انشقاقات على صعيد آخر، بث ناشطون صورًا على الإنترنت لضباط يعلنون فيها انشقاقهم عن قوات النظام وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر، منهم العقيد الركن بسام قاسم الشيخ علي من القوات الخاصة. وقد عزا سبب انشقاقه إلى ما سمّاها الانتهاكات التي تمارسها قوات النظام ضد المدنيين العزل. وبثت صور أخرى للرائد أنس عبدالكريم إبراهيم، والنقيب عبدالله عبدالكريم إبراهيم، والنقيب وائل الخطيب، والملازم الأول مهند أحمد الحلاق، برروا فيها انشقاقهم بما سموه قمع النظام للمتظاهرين السلميين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 22 شخصًا على الأقل، بينهم عسكريون، قتلوا امس في أنحاء متفرقة من سورية. وأوضح المرصد أن عشرة اشخاص، على الأقل، من المنشقين عن الجيش النظامي قتلوا إثر استهداف القوات النظامية لهم خلال القصف الذي تعرّضت له بلدة كفرنبودة بريف حماة، إضافة إلى مقتل أربعة مدنيين خلال القصف. كما قتل ما لا يقل عن أربعة من عناصر القوات النظامية السورية إثر استهداف مجموعة منشقة لحاجز أمني عسكري مشترك بريف حماة. كما قتل أربعة أشخاص، على الأقل، في درعا بينهم شخص قتل داخل منزله إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات السورية التي انتشرت بشكل كثيف في شوارع المدينة، إضافة إلى ثلاثة من عناصر الأمن السوري في اشتباكات دارت مع مجموعة منشقة في المدينة. في غضون ذلك، واصلت قوات النظام صباح امس قصف حي بابا عمرو في حمص، كما طال القصف أجزاء من حيي الإنشاءات والخالدية. مون: وقف جرائم القتل في سورية أكثر إلحاحا من الاستفتاء قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس في فيينا إن وضع حد لسفك الدماء في سورية ومساعدة المدنيين أكثر إلحاحا من إجراء الاستفتاء على الدستور الذي أعلن عنه الرئيس بشار الأسد. وعن الاستفتاء الذي سيجرى في 26 فبراير الجاري، قال بان كي مون "ربما يكون هذا أحد العناصر التي ينبغي أن تدرج" في تسوية سياسية للأزمة السورية. وتابع "لكن الأمر الأكثر أهمية في الوقت الراهن هو أنه يجب على السلطات السورية أولا التوقف عن قتل شعبها". واعتبر أن من الأولويات الأخرى وصول وكالات الإغاثة الدولية إلى السوريين الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية قائلا "لدينا مشكلة خطيرة في الوصول إليهم". ويزور بان كي مون فيينا لحضور مؤتمر للحد من صادرات الأفيون الأفغاني وسيجرى مشاورات على هامش المؤتمر حول سورية مع العديد من كبار المسئولين الحاضرين في المؤتمر ومن بينهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الفرنسي آلان جوبيه. وقد اقترحت فرنسا إنشاء ممرات إنسانية في سورية. يذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدين نظام الأسد.