دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب - قال ناشطون وحقوقيون إن قوات عسكرية اقتحمت مناطق في محافظة حماة أمس، وإن الجيش عزز تواجده في درعا على خلفية انشقاقات جديدة في صفوف الجيش النظامي. وتحدث الناشطون عن مقتل نحو 43 أمس بينهم 18 قتيلاً بتدمير مبنيين في حي كرم الزيتون في حمص بسبب كثافة القصف على أحياء المدينة في مسعى لإنهاء الحركة الاحتجاجية فيها، فيما أعلن مصدر رسمي عن مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام برصاص «مجموعة إرهابية» في إدلب. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سورية أن عدد قتلى أمس وصل إلى ما لا يقل عن 43 شخصاً، فيما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها أرسلته عن طريق الإنترنت أن القتلى توزعوا على مدن حمص وحماة، وإدلب، ودمشق وغيرها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس «استشهد مواطن بإطلاق رصاص عشوائي من حاجز القلعة بحي باب السباع في حمص كما قتل مواطنان اثر إطلاق الرصاص على حافلة كانت تقلهما على طريق بلدة طيبة الإمام (ريف حماة)». وأشار المرصد إلى أن «ذوي شاب كان قد اعتقل في 11 كانون الثاني (يناير) تسلموا جثمان ولدهم في بلدة كفرنبودة (ريف حماة)». وفي حماة، ذكر المرصد أن «القوات العسكرية السورية اقتحمت حيي باب قبلي والجراجمة وسط إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة» صباح أمس، من دون أن يشير إلى الأضرار التي أحدثها هذا الاقتحام. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «استشهاد عنصرين من قوات حفظ النظام برصاص مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت حافلة تقلهم في خان شيخون الواقعة في محافظة إدلب (شمال غرب) أمس. وأضافت الوكالة: «كما أصيب عنصران من قوات حفظ النظام بجروح في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في منطقة أريحا (ريف إدلب)». وفي هذه المحافظة أيضاً، ذكر المرصد أن «القوات السورية أطلقت الرصاص الحي لتفريق نحو عشرة آلاف مواطن في بلدة البارة بجبل الزاوية كانوا يشاركون بتشييع الناشط رضوان ربيع حمادة الذي اغتيل يوم أمس في مدينة سراقب». وأكد المرصد أن «ستة مواطنين أصيبوا بجروح اثر إطلاق نار من القوات السورية على تظاهرة صلاة الغائب التي أقيمت لحمادة في مدينة سراقب». وفي جنوب البلاد مهد الحركة الاحتجاجية، دارت اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش النظامي السوري بعد انشقاق سبعة عناصر من الجيش قرب بلدة الحراك (ريف درعا)». وقال ناشطون إن الجيش أرسل تعزيزات إلى درعا بعد سلسلة من الاشتباكات مع المنشقين، في حين ارتفع عدد ضحايا الحملات الأمنية والمواجهات التي وقعت أول من أمس إلى 36 قتيلاً وفق ما قالته لجان التنسيق المحلية. وذكرت مواقع الثورة السورية على الإنترنت أن تعزيزات عسكرية جديدة تضم آليات ثقيلة وعدداً كبيراً من عناصر الجيش والأمن السوريين تمركزت منذ منتصف الليلة الماضية عند مدخلي مدينة درعا الشرقي والغربي، ووقفت قوات أخرى على مداخل بلدة صيدا القريبة. وتخضع مدينة درعا لسيطرة القوات النظامية، بيد أن الجنود المنشقين أصبحوا يشكلون تهديداً لتلك القوات مع تصاعد وتيرة الاشتباكات في المحافظة. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة أمس في عدد من أحياء درعا عقب انشقاق عسكريين، وأشاروا إلى مقتل عدد من جنود القوات النظامية وجرح 18 مدنياً. وقال محمد أبو زيد عضو الهيئة العامة للثورة السورية بدرعا إن منشقين شكلوا كتيبة «أسامة بن زيد» في غباغب بعد اشتباكات مع القوات النظامية شملت أيضاً بلدات إنخل والحارة وبصر الحرير. وكان منشقون قد فرضوا مؤخراً سيطرتهم على بلدة الزبداني بريف دمشق على الحدود مع لبنان، وأصبحوا يقاومون بضراوة أكبر في محافظات أخرى خاصة في إدلب وحمص. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات في البوكمال ودير الزور وعن استنفار عناصر «الجيش السوري الحر» أثناء محاولة قوات أمنية مدعومة بالشبيحة اقتحام حي باب قبلي بحماة. كما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى بلدات في ريف دمشق بينها معضمية الشام، وعن انفجارات في داريا بريف دمشق، وفي أحياء بحمص، في حين سمع إطلاق نار في أحياء بحماة بينها حي الحميدية.