«ساهر» نظام مهم جداً لإعادة الأمن والهدوء سواء على الطرق داخل المدن أو الطرق السريعة، شريطة أن يتواكب مع النظام، برنامج توعوي وإرشادي، ينبه المواطن من مخالفة النظام، ويحثه على اتباع السلامة. في الوقت الذي يرى فيه عدد غير قليل من مواطني المنطقة الشرقية، أن نظام «ساهر»، الذي طبق قبل فترة على طرق المنطقة السريعة، فيه فائدة كبيرة للمجتمع، متمثلاً في الحد من كثرة الحوادث المرورية، التي تتزايد وتيرتها، وتحصد الأرواح البريئة هنا وهناك، يؤكدون في الوقت نفسه على أن نظام «ساهر» لابد أن يطبق على أرضية مناسبة، تضمن تحقيق ما هو مأمول منه، ومن ثم جني الثمار المرجوة له، عبر ضبط الحركة المرورية في الشوارع، وإلزام قائدي المركبات باحترام قواعد المرور، مؤكدين بأن أي مشروع أو فكرة جديدة، لا يمكن أن تنجح، إلا إذا توافرت لها كل السبل المطلوبة. وأكد المواطن صالح الشهاب أحد مرتادي طريق الجبيلالدمام السريع بشكل يومي، أن الطريق من أهم الطرق السريعة التي يسلكها عدد غير قليل يومياً، كونه من الطرق الحيوية في المنطقة الشرقية، ولا بديل عنه ويسلكه كل يوم مئات، بل آلاف المواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن كاميرات «ساهر» تعمل على الطريق بكل طاقتها، وتراقب السرعة الزائدة، على مدار الساعة، وتضبط المخالفين، وتسجل بياناتهم، ومن هنا لابد من توفير كل عوامل نجاح هذا النظام، من تعبيد الطريق، ومعالجة العيوب الموجودة فيه، وإزالة كل التحويلات التي استحدثت فيه في الفترة الأخيرة، بسبب التطوير وأعمال الصيانة فيه والذي أدى إلى كثرة الإغلاقات. وبين الشهاب أنه يقطع طريق الجبيل يوميًا مرتين كونه يسكن في الدمام، ويعمل في الجبيل منوهًا أنه مطلوب منه أن يقطع مسافة 70 كيلو مترًا في الذهاب، ومثلها في الإياب وعندما علمت أن كاميرات «ساهر» وضعت على الطريق، قررت أن أكون أكثر حرصاً من ذي قبل، وأن أهدئ من السرعة التي أقود بها سيارتي، علمًا بأن قيادتي في الأصل هادئة ولكن ما يقلقني حقاً، أن على الجميع أن يحرص على التقيد بالسرعة المطلوبة. وأضاف ينبغي توفر المتطلبات التي يحتاجها الطريق من الصيانة التي يشهدها حالياً، والتي قد تهدد سلامة مستخدمي الطريق، وتعكر صفو رحلتهم يومياً، مشيراً إلى أن الطريق يقطعه كل يوم عدد كبير من الموظفين والطلاب، الذين علينا أن نستمع لآرائهم في حال الطريق لتقييم ما يمكن عمله، من أجل الوصول إلى أقصى درجة من النجاح في تطبيق متطلبات ساهر وتطبيق أنظمته. وأيد علي الشهري الشهاب قائلًا طريق الجبيل يسلكه كل يوم مئات الموظفين والطلاب والمواطنين ذهاباً وإياباً، الأمر الذي يحتاج إلى أن يكون الطريق وغيره جاهزاً بنسبة 100 بالمائة، من أجل استخدامه بشكل مطمئن لقائدي المركبات الذين أعتقد أنهم يرحبون بنظام «ساهر» في المنطقة الشرقية ويؤكدون أهميته وجدواه، ولكن في الوقت نفسه يشددون على أهمية أن يكون طريق الجبيل وغيره من الطرق السريعة مجهزة بكل ما هو مطلوب لاستتباب الحركة المرورية في شوارع المنطقة الشرقية. وأضاف: من خلال مناقشاتي مع زملائي وأصدقائي، وجدت منهم ترحيباً بنظام «ساهر»، واتفاقاً على جدواه ولكن في نفس الوقت شددوا على أن تكون جميع الطرق السريعة جاهزة لذلك، بالإضافة إلى المطالبة بصيانة الدورية للطرق. ويشدد يوسف الخالدي فيما يخص جانب الصيانة الدورية، في الشوارع والميادين العامة، حيث يقول: «المملكة أنفقت المليارات على بنيتها التحتية من تعبيد طرق وإنشاء الأنفاق والجسور، وهذه الأشياء تحتاج إلى صيانة دورية بصفة مستمرة، لضمان صلاحيتها ولضمان عدم إلحاق الضرر بها، إن لم يكن هناك اهتمام بها. ساهر نظام سوف يلزم الكثير ممن يرتادون الطرق السريعة بشكل يومي الالتزام بالسرعة المقررة والابتعاد عن السرعة الزائدة التي سببت الكثير من الحوادث، راح ضحيتها العديد من الأرواح لذا فإنني أرى أن تطبيق هذا النظام يحسن من مفهوم السلامة المرورية لدى قائدي المركبات». وأضاف الخالدي: «من يتابع حال بعض الطرق السريعة في المملكة وخاصة في المنطقة الشرقية، في السابق يجد أنها كانت أفضل حالاً، من وقتنا الحاضر، والسبب في اعتقادي، هو عدم الاهتمام بأمور الصيانة بالشكل المطلوب، ومن هنا رأينا طرقاً سريعة مستهلكة بشكل مقلق وخطر، وأخرى لا بأس بها ولكن جميعها في حاجة لصيانة شاملة على مدار العام». وطالب الخالدي إدارة الطرق بتزويد طريق الجبيل وغيره من الطرق السريعة، بمستلزمات مهمة تجعل قائدي المركبات يسيرون فيها باطمئنان كبير، وذلك بسبب كثرة التحويلات التي تربك حركة السير، وتتسبب في حوادث مرورية قاتلة، كما تكثر في بعض الطرق الحفر والتشققات في الطبقة الأسفلتيه، أيضاً الخطوط الإرشادية وعيون القطط شبه معدومة، ولأنها مستلزمات لا غنى عنها في الطرق الحديثة والمجهزة»، لذا يجب الاهتمام بها. وأشار عدنان العبد المحسن: «أنه كان شاهداً على عدد من الحوادث المرورية، التي وقعت نتيجة التحويلات المرورية، وعدم تعبيد الطرق بالشكل الجيد، ووجود منخفضات تفاجأ قائدي السيارات على عدد من الطرق السريعة في المنطقة ، فتؤثر في أسلوب القيادة، وتصيب سياراتهم بالأعطال المختلفة». ودعا العبد المحسن إلى الاستمرار في برامج التوعية والإرشاد بصفة مستمرة، وقال: «ساهر» نظام مهم جداً لإعادة الأمن والهدوء، سواء على الطرق التي داخل المدن أم الطرق السريعة، ومن الممكن أن نصل بنتائج هذا النظام إلى المستوى المأمول منه في أقرب وقت ممكن، ولكن شريطة أن يتواكب مع هذا النظام، برنامج توعوي وإرشادي، ينبه المواطن ويحذره من مخالفة تعليمات هذا النظام، ويحثه على اتباع عوامل السلامة من تلقاء نفسه كثقافة عامة، وخطورة مخالفة التعليمات المرورية، وليس خوفاً من مخالفات «ساهر»، ولكن حماية لقائد المركبة أولا ومن حوله في الطريق ثانياً، مؤكداً إذا تحقق هذا الأمر سنصل إلى مستوى طيب من الهدوء في الحركة المرورية، وبالتالي ستقل الحوادث المرورية إلى أدنى مستوى لها وسنحمي أنفسنا من مخاطر الطريق. من جانبه قال مدير إدارة النقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت «يوجد تنسيق من قبل إدارة النقل مع مرور المنطقة الشرقية منذ أكثر من عام، وذلك بخصوص وضع آلية محدده تمكن من تطبيق نظام «ساهر» على الطرق السريعة في المنطقة بكل سهولة ويسر، خاصة في ظل ما تشهدها طرق المنطقة من تطوير في بنيتها التحتية». وأضاف السويكت «لقد تم التنسيق على وضع عدد من الكاميرات المتحركة والمخصصة لنظام «ساهر» في عدد من الطرق ومنها طريق الدمام أبقيق، وأبقيق الهفوف، وكذلك الجبيلالدمام، بحيث يتم وضع هذه الكاميرات في أماكن معروفة، كفترة أولى وبعدها يتم وضع كاميرات ثابتة، ترصد المركبات التي تتجاوز سرعتها غير القانونية. وقال «ساهر» نظام سوف يلزم الكثير ممن يرتادون الطرق السريعة بشكل يومي الالتزام بالسرعة المقررة والابتعاد عن السرعة الزائدة التي سببت الكثير من الحوادث، راح ضحيتها العديد من الأرواح لذا فإنني أرى أن تطبيق هذا النظام يحسن من مفهوم السلامة المرورية لدى قائدي المركبات». وبين السويكت في حديثه أن الأعمال الإنشائية والتطويرية التي يشهدها طريق الجبيلالدمام السريع، لن تعيق إدارة النقل والمرور في تطبيق نظام ساهر، خاصة أن هذا الطريق يعتبر من الطرق المهمة في المنطقة، بسبب كثرة مرتاديه من المواطنين بشكل يومي والذين يصل أعداد مركباتهم بآلاف. وأضاف السويكت «لا يوجد هناك تأخير في إنجاز الأعمال الإنشائية المتعلقة بتطوير الطرق السريعة في المنطقة، والتي تشهدها منذ أكثر من عامين»، وقال «نحن نعمل على قدم وساق من أجل إنجاز كافة هذه المشاريع في وقتها المحدد، وقد تم الانتهاء من عدد منها، مثل طريق الدمام أبو حدرية»، مضيفاً أن «طريق الجبيلالدمام لا يزال العمل مستمرًا فيه، وقد تم الانتهاء من جزء كبير منه، ولم يتبق سوى كيلو مترات سوف يتم الانتهاء منها في غضون 5 أشهر تقريباً». وقال إن «عقد الصيانة الذي أبرمته وزارة النقل مع إحدى الشركات التي تم تكليفها بتنفيذ أعمال إنشائية وتطويرية للطرق السريعة في المنطقة الشرقية بلغت قيمته حوالي 43 مليون ريال على مدى سنتين تقريباً».