ثمرة ( الكنار ) ارتبطت بشتاء الأحساء ، وقام القدماء بوضعها رمزا لموجات البرد.. لكن شجرة السدرة المسؤولة عن انتاج ثمرة الكنار يستفاد منها طوال العام ، وهي الشجرة يصل عمرها 100 سنة و ربما أكثر وهي شجرة شوكية مثمرة مباركة منذ العهود الإسلامية لتجد من الأحساء مناخا خصبا لإنتاج ثمارها عبر أنواع متعددة .. فهي ثمرة موسمية تسمى العبري والسدر والنبق، ومع منتصف فصل الشتاء تتوافر بأسواق الأحساء بإنتاج وفير ومتنوع الأشكال ، وينتشر باعتها من الأسواق الشعبية المتنقلة و البسطات المنتشرة على جوانب الطرقات في المحافظة . وهناك كميات كبيرة يتم تصدريها إلى مناطق أخرى من المملكة نظير جودتها وازدياد الطلب عليها . فى البداية يقول "عبدالعزيز الوصيفر" غالباً ما يكون الكنار أو السدر شجرة ثانوية في المزرعة، فمحبو السدر يزرعونه في بعض المساحات الخالية من النخيل لكثرة إنتاجه فالشجرة الواحدة تنتج كمية كبيرة من الثمار إلا أن أعداده تبقى محدودة في المزرعة ومع ذلك لا تكاد تخلو منه مزرعة . غالباً ما يكون الكنار أو السدر شجرة ثانوية في المزرعة، فمحبو السدر يزرعونه في بعض المساحات الخالية من النخيل لكثرة إنتاجه فالشجرة الواحدة تنتج كمية كبيرة من الثمار إلا أن أعداده تبقى محدودة في المزرعة ومع ذلك لا تكاد تخلو منه مزرعة . ويشير "محمد اليوسف" تاجر بسطة الى أنه في بداية موسمه ككل فاكهة يكون سعره مرتفعا لكن إذا كثر إنتاج المزارع تبدأ الأسعار في العودة إلى الوضع الطبيعي .. ففي الصباح أطوف المزارع وأشتري منها الكنار، ويصل سعر الكيلو الواحد إلى خمسة عشر ريالا من الأصناف الممتازة في بداية الموسم ثم يتراجع بعد ذلك . ويضيف راضي الذي يبيع في اليوم نحو 30 كيلوجراما من الكنار قائلا : جميع شرائح المجتمع من الموظفين إلى العمال يقبلون على الكنار.. ويفسر هذا الإقبال إلى أنها ثمرة موسمية لا توجد إلا في هذا الوقت من السنة ، كما انها غير قابلة للتخزين . وتؤكل ثمار السدر لأنها حلوة المذاق مرتفعة القيمة الغذائية وتعتبر من أنواع الفاكهة المتميزة. كما أن لها استخدامات في الطب الشعبي. فهي مفيدة في حالات أمراض الصدر والتنفس وهي مسهلة ومنقية للدم. وقد أشار الأطباء إلى فائدة ثمار النبق للمرأة الحامل لما تحتويه من عناصر غذائية ضرورية من سكريات وغيرها. وقد أكد علماء التغذية أن مسحوق ثمار النبق يماثل الحبوب في القيمة الغذائية، فأطلقوا عليها اسم الحبوب غير الحقيقية. وقديما كان الناس يجففون ثمار السدر ويطحنوها في مطاحن خاصة بها لفصل الطبقة الخارجية المأكولة الحلوة ومن ثم استخدام دقيقها في صنع الخبز وأنواع من الحلوى .
الأهالي استخدموا «السدر» منذ آلاف السنين أحد الأهالي يشتري فاكهة الكنار أما عن استعمالاته فقد عرف السدر منذ آلاف السنين يقول عبدالله الصفي : ورد ذكر شجرة السدر في القرآن الكريم فهي من اشجار الجنة يتفيأ تحتها أهل اليمين، حيث قال تعالى:( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود) ، كما جاء ذكر شجرة السدر في سورة سبأ، قال تعالى( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل) . كما ورد ذكر السدر في سورة النجم قال تعالى: ( عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، إذ يغشى السدرة ما يغشى ) . مضيفا بأن أجود السدر اخضره، العريض الورق، دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمّر الشعر.. الورق ينقي الأمعاء والبشرة ويقويها، ويعقل الطبع ومجفف للشعر ويمنع من انتشاره وينضج الأورام والجرعة من هذا الورق درهم . الناصر: النحل يتغذى على السدر لإنتاج أجود الأنواع شجرة السدر أما بالنسبة لأوراق السدر فإنها تستخدم لعلاج الجرب والبثور. ومنقوع الأوراق مفيد في علاج آلام المفاصل والتهاب الفم واللثة. تجفف الأوراق ويصنع منها مسحوق لغسيل شعر الرأس وتقويته وإزالة القشرة منه. كما أن منقوع الأوراق يغسل به الموتى. أما أزهار شجرة ( السدر) يقول خبير الاعشاب عبدالله الناصر : فإن نحل العسل يرعى عليها ويتغذى على رحيقها وينتج منها عسلاً جيداً ذا قيمة غذائية عالية يسمى «عسل السدر» وهو من أغلى أنواع العسل البري المطلوبة. كما يستخدم مغلي قلف الأشجار كمسكن لآلام الأسنان وملطف للحرارة ومقو عام. وتكثر زراعة أشجار السدر للزينة والظل في الحدائق والشوارع. كما تزرع كمصدات للرياح وحماية للتربة من الانجراف. وخشبها جيد قوى متعدد الاستعمالات. وتصاب أشجار السدر بثاقبات الأوراق وذبابة ثمار السدر، فيجب وقايتها منها ومكافحتها عند حدوث الإصابة. «أم صليم والصيني والخلاص» أهم أسماء الكنار أنواع الكنار تتراوح بين البلدي ذي الثمرة الصغيرة والتي لا تجد إقبالا لصغر حجم الثمرة، والهندي المتوسط الثمرة والذي قد يطعم بالتفاح، فيصبح حجم ثمرته في حجم التفاحة الصغيرة ويكون مذاقه بين مذاق الكنار والتفاح إي مائلا للحموضة أو يطعم بالكمثرى ويكون حجمه وشكله أقرب إلى ثمرة الكمثرى الصغيرة ومذاقه يتراوح بين مذاق الكمثرى ومذاق الكنار. ومن أسماء الكنار (أم صليم) وهو الخالي من نوى ويكون لون الثمرة أحمر داكنا في غالبها، إضافة إلى اللون الأخضر الفاتح. وهناك النوع الصيني ولون ثمرته يتراوح بين اللون الأخضر الداكن والفاتح، والخلاص وهو أكثرها جودة ولجودته سمي باسم أجود أنواع التمر، وهناك نوع الكنار الكمثري وهو من نفس الألوان تقريباً وعندما يزيد نضج الثمرة من جميع الألوان تتحول إلى اللون البني الفاتح . ثمرة لها خصوصيتها تجد الكنار في فصل الشتاء في كل المنازل حتى الذين ليس لديهم مزارع ، فهي من الثمار التي لها خصوصيتها في الاحساء.. فعبر بيوت الطين القديمة وذكريات كبار السن ما زالوا يتذكرون تلك الأيام التي كان يباع فيها الكنار للأطفال بسعر ربع ريال لفنجان القهوة الكبير ،حيث كان الباعة يحملونه ويدورون به في الأحياء باحثين عن الأطفال الذين يشترونه منهم لأنه لا توجد سلعة أخرى بهذا السعر. ويتراوح سعر كيلو الكنار بين العشرة والخمسة عشر ريالاً، ويأتي سر إقبال الناس عليها بسبب خلوّها من المعالجات الكيميائية والمبيدات، فهي طبيعية بالكامل ولا يستغرق جنيُها سوى ساعة زمن، وبعد أن تجمع الثمار تقطع أغصان الشجرة لتستعد للموسم القادم بأغصان جديدة وثمر جديد.