«يبدو ناضجاً، وأكبر من عمره، وواثقاً جداً من نفسه، وعميق التفكير».. هكذا وصفت نورا أودونيل مذيعة قناة «سي بي إس» صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. وهي أوصاف نعرفها جيداً، لأننا نعرف والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان جيداً، ولا شك أن الشبل دائماً يكون شبيهاً لوالده الأسد. لقد طرح سمو ولي العهد في المقابلة التليفزيونية الكثير من القضايا، ببساطة وحزم، ومن الصعب تناولها كلها لضيق المساحة، فقط سأتناول مساواة المرأة للرجل، فهو طرح جديد تماماً لم يسبق أن سمعناه بتلك الكيفية، فقد تحدث عن إقرار قانون لمساواة راتب المرأة بالرجل، ففي حال تحققه -بإذن الله- فسنكون ممن يسبق الدول الأجنبية التي تفاخر دائماً بمكانة المرأة فيها، ومنها فرنسا، فالمرأة هناك عندما تمتلك مهارات الرجل نفسها بالضبط، فإنها تحصل على راتب يقل بالمتوسط عنه بنسبة 8.5% تقريباً، حسبما تؤكد الجمعية الفرنسية لتوظيف المديرين التنفيذيين (APEC)، وحسب كلامها فإن طريق فرنسا لإحداث مساواة فعلية بالرواتب بين الجنسين ما زال طويلًا!. وقس ذلك على كثير من الدول الأخرى. الجرأة التي يتحدث بها سمو ولي العهد هي ما يقنع الجميع بأنه ماضِ في طريقه، في جميع الملفات المصيرية، ومنها بالطبع تمكين المرأة السعودية ومنحها جميع الحقوق الشرعية التي عانت سابقاً من الوصول إليها، ولا أعني قيادة السيارة، فهذه جزء من كل. لقد منحنا سمو ولي العهد -كسيدات- الأمل في غدِ لا يحده الأفق، فسيصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام المرأة لممارسة التجارة الحقيقية بنفسها وليس عبر وسيط، وأن تصبح ضمن مجلس الوزراء، ولذا أبدو على يقين من تصدر المرأة السعودية قائمة سيدات العرب المبدعات، وكل ذلك في إطار من الحشمة والالتزام، وليس الانفتاح كما يروج البعض. همسة.. زيارة سمو ولي العهد إلى الولاياتالمتحدة، العالم يهمه منها ما يتعلق بمصالحه، أما أهميتها بالنسبة لنا فهي أنها محطة عالمية أخرى لإطلاع الشعوب الخارجية على «السعودية» الجديدة.. «سعودية» تُؤمن بأن دور المرأة لا يقل عن الرجل، وبأنها ليست بحاجة لوصي كي تمارس حياتها.