لا أذكر أن جماهير واجهت أحداثًا عاصفة ومشاعر متباينة مثل ما واجهته جماهير الهلال نهاية الأسبوع المنصرم. أحداث وقرارات لم يكن ليصدقها أو يتوقعها أكثر المقربين من البيت الأزرق، فمن شاهد ما حدث لأزرق العاصمة كمن يشاهد فريقًا أنهى موسمًا أو حتى موسمين لم يحقق فيهما أي انجاز، أما أن تتوالى تلك الأحداث في ثلاثة أيام فقط فذلك أشبه ما يكون بفيلم سينمائي قصير أو تقرير أُعد في برنامج تلفزيوني. تفاصيل الليلة الأولى جاءت كما يتمناها كل الهلاليين، فقد سموها ب (ليلة الخميس الونيس)، فالفريق حقق انتصارًا على الفتح برباعية على أرض ملعبه ووسط جماهيره توّج على إثرها ببطولة الدوري، معوضًا بذلك مرارة فقدان بطولة كأس الملك والخروج من دوري المجموعات في دوري الأبطال. لكن ما لم يكن في حسبان الهلاليين ما سوف يواجهونه بعد ذلك بأقل من أربع وعشرين ساعة، فمع ساعات المساء الأولى من يوم الجمعة، يعلن القائد ياسر القحطاني عبر حسابه الشخصي في تويتر اعتزاله كرة القدم في قرار كان متوقعًا لدى البعض، وبعدها بساعات تتلقى الجماهير نبأ آخر مفاده أن الأمير نواف بن سعد قد تقدم باستقالته من رئاسة نادي الهلال. دقائق أخرى وإذ بوسائل الإعلام تعلن أن الاسطورة السعودية سامي الجابر هو الرئيس القادم للزعيم، خبر كان كفيلًا بأن يُنسي الجماهير فرحة الاحتفال ببطولة الدوري والبداية في التساؤل عما هو قادم. لم استغرب تلك الصدمة من الجماهير الهلالية ، فهم لم يعتادوا أن لاعب كرة قدم يرأس ناديًا على مستوى المملكة ، في المقابل هم يرون بأن من يعتلي كرسي رئاسة ناديهم لابد أن يكون من بين الشخصيات الاعتبارية أو رجال الأعمال على أقل تقدير، لكن ظهور الجابر في مقطع الفيديو بجوار معالي رئيس هيئة الرياضة وتأكيد دعمه له بعث برسالة طمأنينة حول مستقبل النادي الأزرق خصوصا من الناحية المالية ، وزادت أيضا عندما استقبله الأمير نواف بن سعد في مقر النادي مهنئا إياه ومتمنيا له التوفيق ومؤكدا تقديم الدعم الدائم منه ومن كافة أعضاء الشرف . الهلال اليوم يعيش مرحلة جديدة مع رئيس جديد، وعوامل نجاحه متوافرة وعناصر التفوق متاحة له، تحمل لكنه لن يستطيع تحقيق طموحات الهلاليين ما لم يتحد الجميع لخدمة كيانهم، وما لم يتفق الهلاليون بأنه رجل المرحلة القادمة.