كشف عدد من مستثمري الذهب عن تراجع مبيعات أسواق الذهب؛ لنقص الأيدي العاملة المدربة، مؤكدين أن هناك محلات عديدة قد تأثرت بالتراجع مما ساهم في إغلاق عدد منها، مشيرين الى أن أسواق الذهب في المملكة أصبحت غير قابلة للتوسع؛ لقلة معاهد ومراكز تدريب الشباب السعودي الراغب في العمل بمحال بيع الذهب. وأوضح المستثمر في الذهب والمعادن الثمينة خالد العمودي، أن ساعات العمل وطبيعة الدوام ليست مرغوبة للمواطنين السعوديين، وقال: «ان الدوام يتكون من فترتين صباحية ومسائية، والعمل في مجال بيع المجوهرات يحتاج إلى خبرة ودراية وحرفية في أنواع الذهب وعياراته والأذواق والموديلات، وهذه تحتاج إلى فترات طويلة من التدريب والممارسة والخبرة في هذا المجال، وبائع الذهب يحتاج إلى الانتباه أثناء الدوام خاصة أن ما يبيعه يقدر بمبالغ كبيرة وأي خطأ يكلف الكثير». وأكد ان عدم وجود الخبرة في هذا المجال يضطر المستثمر في مجال الذهب إلى تدريب وتأهيل الموظف وقد يستغرق ذلك سنوات حتى يكون مؤهلًا للقيام بمهامه اليومية، مؤكدًا أن معظم من يزاول مهنة التجارة في الذهب هم أصحاب خبرة وموروث تم اكتسابه أبًا عن جد، فهم من يقوم بالأعمال اليومية والإشراف على أعمالهم بأنفسهم، ولذلك فإن نسبة التأنيث قليلة في هذا المجال. وتابع: بالنسبة إلى المحلات التي أغلقت فهي نسبة ضئيلة وليست هناك علاقة بين الإغلاق والتوطين، نافيا أن يكون قرار التوطين له أي علاقة بخسائر المحلات التجارية أو يمكن أن يقلل من نسبة الأرباح إذا أخذنا في الاعتبار أن الاستثمار في التوطين والكفاءات الوطنية قد يكون مكلفًا على المدى القريب ولكنه على المدى البعيد سيكون العائد مجديًا جدا. فيما قال تاجر الذهب عبدالرحمن الشهري: نحن في سوق فيه عملاء أجانب وليس عربًا وأغلب المتقدمين لدينا من الشباب السعودي لشغل الوظيفة لا توجد لديهم لغة للتعامل مع الزبائن وأيضا عدم المعرفة في شراء الذهب والمجوهرات، وفي بعضها يكون ذهبا مغشوشا وأيضا تنقية البضاعة التي تكون مرغوبة لدى زبون المحل، ولا يوجد نظام كفيل أو معرف للمتقدمين يضمن حقوق صاحب المحل يحمي من الاختلاس، لا قدر الله، وأغلب المتقدمين يرفضون أن يكونوا مستلمين للمحلات عندما نجردها عليهم؛ خوفا من المسؤولية التي تترتب على مستلم المحل، هذه هي المشكلة، لذا يجب على موظفي الخبرة لدينا تعليم شبابنا هذه المهنة. وأضاف: ان الخبرة السابقة للمهنة التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا يجب ان ننقلها الى الموظفين وتدريبهم على ذلك، باعتبار ان تدريب الشباب هو الاستثمار الأمثل للتاجر، مؤكدًا ان بناء الاستثمار الناجح يضمن المنفعة للتاجر وإرضاء العملاء حتى لا تتأثر مبيعاتنا. وأوضح أن المشكلة التي نواجهها مع الشاب السعودي هي عدم الالتزام، فبعد تلقيه التدريب على أيدينا إما يذهب الى محل آخر براتب افضل، وهذا من حقه، واما تكون الوظيفة مؤقتة الى ان يجد وظيفة أخرى. من جهته، يؤيد تاجر الذهب علي العبدالعزيز قرار سعودة محلات الذهب، كون القرار خلق فرصًا وظيفية متعددة للشباب السعودي العاطلين عن العمل، وعلى كل مستثمر أن يتعاون ويأخذ القرار بجدية في توظيف الشباب وتدريبهم وهذا ما ينقصهم «التدريب»، وهذا التعاون سينعكس ايجابيًا على القطاع نفسه، حيث ان وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قد وضعت أنظمة وقوانين تساهم في تحفيز الشباب للعمل في محلات الذهب.