تعود أول قمة عربية إلى 1946 وعقدت في مدينة أنشاص المصرية الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمال شرق العاصمة القاهرة، وجاءت بعد عام من تأسيس جامعة الدول العربية، وشاركت في القمة الأولى الدول السبع المؤسسة وهي «المملكة ومصر واليمن وسوريا والأردنوالعراق ولبنان»، وكان ملفها الأساسي وقف العدوان على فلسطين والتصدي للصهيونية والدعوة لتحرير الدول العربية من الاستعمار. وعقدت القمة يومي 28 و29 مايو باستراحة فاروق الأول ملك مصر، المعروفة ب«زهراء أنشاص»، وشارك فيها الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة آنذاك، وشكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية، والملك عبدالله الأول بن حسين الهاشمي ملك شرق الأردن، والأمير عبدالإله الهاشمي، وصي عرش العراق، والشيخ بشاري الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية، وسيف الإسلام عبدالله نجل ملك اليمن. ولم يصدر عن مؤتمر القمة بيان ختامي، وإنما مجموعة من القرارات أهمها مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، وقضية فلسطين، باعتبارها القطر الذي لا ينفصل عن المنظومة العربية، وضرورة الوقوف أمام الصهيونية باعتبارها خطرا لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية تماما، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين، والدفاع عنها، ومساعدتها بالمال وبكل الوسائل الممكنة، والعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي.