المستحيل يختلف باختلاف تصور الناس وحسب اختلاف قدراتهم وإرادتهم وعزائمهم، ويعد من أهم مكونات صنع المستحيل العزيمة والإرادة، ومن المقومات الأساسية للاستثمار الانساني الثقة بالله ثم النفس واستثمار ما لديه من طاقات وامكانات، أي شخص لديه طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها. مما لا شك فيه أن صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي في سلم المجد على عكس الذي ليس لديه إرادة ولا عزيمة فلا يمكن أن يتقدم خطوة إلى الأمام، وكما قيل (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا). المستحيل حالة ذهنية لا توجد إلا في عقل من يؤمن بها، فما تراه أنت مستحيلًا يراه غيرك ممكنًا، وما تراه أنت ممكنًا يراه غيرك مضمونًا، وعبر المتنبى عن ذلك (تعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم). وقوة العزيمة والثقة بالإنجاز لا تكفي وحدها لقهر المستحيل، ولكن يجب أن تكون انسانًا تدرس المستحيل بشكل عميق؛ لتتعرف على نقاط قوته وضعفه، وكلما تعمقت في دراسة المستحيل تشعر أنه أصبح سهلًا وممكنًا. قد يرى من المستحيل أن يصبح الفقير غنيًا، والضعيف قد يرى أنه من الصعب أن يكون قويًا، ومن الوسائل الهامة لجعل المستحيل ممكنًا المنافسة والنظر للحياة على أنها ميدان للمنافسة في جميع مجالات الحياة، الإنسان ينافس في العبادة حتى يصبح من العابدين، وينافس في العلم حتى يصبح من العلماء، والمنافسة في عمل الخيرات، كذلك الصبر من الوسائل لجعل المستحيل ممكنًا والمحاولة طيلة حياته للتعلم، فكلما زاد تعلم الإنسان وزاد نموه زادت قدرته على الاستمرار وجعل قدراته الكامنة تجتاز المستحيل، فان بعض الناس الذين يسمحون لأنفسهم بالبقاء على حالهم ولفترات طويلة ولا يسعون إلى التعلم والارتقاء يضيعون على أنفسهم أفضل ما في الحياة، عكس الاشخاص الذين يحافظون طيلة حياتهم على التعلم والمشاركة في الحياة بشكل كامل وإيجابي. يجب أن نجعل التعلم نشاطًا مستمرًا في حياتنا ولا يرتبط بأعمارنا والقابلية للتعلم ليس لها علاقة بالكفاءة أو السعة الذهنية بقدر علاقتها بالرغبة والتوجه الذهني للإنسان وتطبيق ما نتعلمه، ولكى تزيد من مواهبك وقدراتك ومهاراتك يجب المحافظة على التعلم. وبذلك لا يصل الإنسان للتغلب على المستحيل دون أن يمر على المحافظة على التعلم والصبر والإرادة والعزيمة والتعب والفشل، والعبرة بالنهاية لصاحب الارادة القوية والعزيمة.