الرئيس الصيني شي جين بينغ يشغل حاليا أعلى منصب في النظام السياسي الصيني، فهو مسيطر على الحزب الشيوعي والجيش ومنصب رئيس الدولة الذي لم يكن بحاجة إليه؛ لأن السيطرة على الحزب والجيش في بلاده تعلو على كل ما سواهما. وفي تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، كان على السيد شي الذي بلغ الرابعة والستين، وفقا لقواعد الدستور مغادرة منصب الرئيس بعد أن أمضى ولايتين متواليتين؛ فقد درج رؤساء الصين على الاكتفاء بولايتين؛ لتجنب حدوث فوضي مثل التي صاحبت بقاء «ماو» فترة طويلة في السلطة، ومع ذلك قرر مؤتمر الحزب تجاوز المدى الزمني للرئيس ونائبه فقرر بقاء شي رئيسًا مدى الحياة. وأضافت الصحيفة: قد يبدو ذلك غريبًا ولكنه يعزز دوره كأقوى رؤساء الصين منذ الزعيم ماو. وتابعت «واشنطن بوست» في تقريرها: عام 2016 نصب شي «الزعيم الأوحد» وهو لقب لم ينله في الصين الحديثة سوى ماو، ودنغ شياو بينغ، بل كُتب في الدستور العام الماضي «ان شي جين بينغ، يرى الاشتراكية بعيون وخصائص صينية لحقبة جديدة»، لافتة إلى أن هذه هي العقيدة السياسية الرسمية للامة الصينية اليوم، وعززت ذلك بالقول: كتبت احدى الصحف «ان الصين لن تتوقف لأخذ قسط من الراحة.. حان للبلاد ان تغتنم الفرصة ولا تفرط في الساعة واليوم». وتتناول الصحيفة الأمريكية تناقض سياسة الرئيس الصيني، الذي يبشر على المسرح العالمي «بالصعود السلمي» لبلاده، ثم يرسل سفن الاسطول الحربي الصيني إلى مناطق متنازع عليها في بحر الصين الشرقي ويشعل نزاعات حدودية مع اليابان والهند ويثير مخاوف تايوان وكوريا الجنوبية وينشئ جزرًا اصطناعية في بحر جنوبالصين لتصبح فيما بعد قواعد عسكرية. وتتابع «واشنطن بوست»، في تقريرها قائلة: لم يقم الرئيس الصيني شي بينغ بما ينبغي لاحتواء الطموحات النووية لكوريا الشمالية التي يعتبرها العالم حليفًا غير رسمي لبلاده. وتختم الصحيفة بأن حزمه ومبادرته يستهدفان ربط الصين بآسيا الوسطى وأوروبا وينمو ذلك عن طموحات واسعة لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي الجديد، غير ان ثقته المفرطة في قدرته على اعادة تشكيل النظام العالمي وبناء آخر جديد وفق المواصفات الصينية قد تكون اكثر تكلفة مما هو يتصور.