في حوار مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية شدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على ثلاثة خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بالمملكة، أولها الدين الاسلامي، وثانيها التجاوزات الشخصية، وثالثها الأمن القومي، وتلك الخطوط التزمت بها المملكة منذ قيام كيانها الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وظلت سارية المفعول عبر مختلف العهود وحتى العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. تلك الخطوط لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال لأنها تمثل تركيبة المجتمع السعودي المتمسك بفضل الله وحمده بتعاليم ومبادئ وتشريعات العقيدة الاسلامية السمحة ونبذه لصور «شخصنة الأمور» وتمتعه بأمن قلما يتواجد مثله في كثير من أمصار وأقطار الأرض التي تمور بالحروب والفتن والأزمات، فالحالة الأمنية بالمملكة تحولت بمضي الوقت الى علامة فارقة عرفت بها بين دول العالم وشعوبه. ورغم التمسك بالنواجذ بتلك الثوابت الواضحة فان ثقافة المملكة جزء لا يتجزأ من الثقافة العالمية، ويرفض أي مواطن سعودي أن يذوب في هوية الآخرين، فهو يتمتع بشخصيته الخاصة ويرغب في الاندماج مع ثقافات الغير دون أن يؤثر ذلك على هويته، فالانسان السعودي متمسك بعقيدته الاسلامية ولن يتخلى عنها غير أنه على استعداد للتأثر بكل الثقافات والتأثير فيها. وكما أكد سموه فإن الاسلام بسماحته دين السلام، وقد تمكن المسلمون على مدى 1400 سنة من نشر كلمة الله وإعلاء دينه، ليس باستخدام السيف بل بكلمة الله العليا، فالاسلام يحارب التطرف ويحارب الجماعات الارهابية المتمثلة في ارهاب الدولة كما هو الحال في طهران والمتمثلة في تنظيمات لا هم لها الا نشر خطاب الكراهية والفتنة وتفريق كلمة المسلمين وشملهم، ويتزعم النظام الايراني فكرة التطرف ويتزعم غيره ذات الفكرة لتمرير سياساتهم المتطرفة والعدوانية ضد المسلمين وعقيدتهم السمحة. وشدد سموه على أن مصطلح «الوهابية» لا وجود له بالمملكة فالقوانين المرعية فيها متمخضة من مبادئ الاسلام ومثله وقيمه العليا، وانتشار المذاهب الفقهية الأربعة بالمملكة أمر صحي، وستظل المملكة واحة للأمن والسلم ولن تداهن الارهابيين أو تسمح بنشر شرورهم في أي مكان وستعمل على تجنب الحروب والعمل على اشاعة السلام داخل المجتمعات البشرية دون استثناء. لقد كان سموه واضحا حيال مختلف النقاط التي طرحت أمامه فالثورة الايرانية كما يراها صنعت نظاما قائما على نشر الشر والجريمة والارهاب، وأبدى مخاوفه حول مصير المسجد الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني، وأكد على أن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لهما الحق في امتلاك أراضيهما الخاصة، وتلك النقاط وغيرها تمثل التوجهات السعودية الصائبة لنشر السلام في العالم وتخليص دوله من الحروب والنزاعات والأزمات والارهاب.