منذ سنوات ومع بدء ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ جيل الشباب يبحث عن الشهرة التي يريدها لنفسه، فالبعض توجه لعالم العمل التطوعي والبعض لعالم الطعام والبعض لعالم الإعلام والآخر لعالم الفن، وبات الكثير باحثاً عن الطريق للوصول للجماهير، ومن يزيد عدد المتابعين في قائمته، دون التفكير في المحتوى وفيما سوف يقدمه في حياته، ودخل هذا العالم الكثير من الشباب والأطفال، وكان الأكثر ضرراً الصحافة والتصوير والفن التشكيلي، فظهر العديد ممن يسمون أنفسهم بالإعلاميين والمصورين والتشكيليين، معتمدين فقط على صفحات وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما بات العديد من منظمي الفعاليات يقدمون الدعوة لهم. في الفن التشكيلي لم نعهد أن يكون للوحة ظهور قبل المعرض، ولم نعهد في حياتنا الفنية أن نرسم بيد واحدة واليد الأخرى نصور بها، ولم نعهد أن يكون للوحة صدى سوى وقت المعرض والذي يحتوى على عنصر المفاجأة، فيما أصبح الجمهور في الوقت الحالي يعرف محتويات المعرض قبل افتتاحه، ومنهم من لا يتشجع للحضور طالما أن اللوحات تم عرضها في جميع قنوات التواصل الاجتماعي، والأكثر إثارة بالنسبة لي هو كيف يركز الفنان في عمله الفني الذي يفترض أن يكون إبداعيا من وحي الخيال ويقدم الدهشة للجمهور، وهو قد جعل تركيزه على تصوير أوراقه وألوانه وحتى كوب القهوة الذي يتناوله قبل وبعد الرسم، ولعلي هنا أقدم وجهة نظري بحب للشباب بأن يزاولوا الفن بحب بعيداً عن التصوير أثناء العمل على المُنجز، وتكون اللوحة للخيال والإبداع، وسوف يأتي الجمهور باحثاً عن الجميل، لا باحثاً عن الفنان للتصوير معه لقطة سيلفي فقط، وكأن المعرض أصبح للتصوير والشهرة بعيداً عن المحتوى الفكري والجمالي.