أذهلت زوار بيت الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 32 ولم تستسلم، وتحدت الإعاقة بقوة وعزيمة وإصرار، وتفان.. لم ترتكن لإصابتها ولكن تخطت كافة الحواجز، وتجاوزت جميع الصعاب لتحلق في عالم الإبداع التشكيلي بلوحات جذبت جميع زوار بيت الشرقية. ولم يستطع أي زائر أن يتجاوز مرسمها ما لم يشاهدها عن قرب، وأن يلتقط صورة وهي تقوم برسم اللوحات، ويوجه لها العديد من الأسئلة.. الفنانة التشكيلية هيلة المحيسن، من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تمتلك أيدي فهي تقوم بالرسم بقدمها كموهبة تعتبر في عالم الرسم نادرة ومميزة، تمتاز بدقة عالية في الرسم، وتنقلها بين الألوان مميز، وبعدها الخيالي لا حدود له في الإبداع كون الفن التشكيلي في بعض منه يعتمد على الخيال ومدى اتساع الأفق. هيلة المحيسن، تتحدث ل«اليوم» بعد انتظار ما يقارب الساعات الثلاث جراء الازدحام أمام مرسمها وتقول: أعمل في فن الرسم منذ 9 سنوات، واكتسبت حب الرسم من والدتي التي تعمل في الأصل فنانة تشكيلية، من خلال قربي من والدتي والنظر في كيفية رسمها واهتمامها بالألوان وطريقة مزجها مع بعض، بدأت أتعلم طريقة الرسم؛ بصورة بدائية بدون علم والدتي حتى بدأت اللوحات التي أرسمها تأخذ طابع الجمال، والدقة والوضوح في رؤية اللوحة. وأضافت: بعد ذلك توجهت للرسم بصورة كبيرة، وأصبح وقتي كله مشغولا بالرسم، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من المشاركة في المهرجانات والفعاليات التي تقام في جميع مناطق المملكة، وأصبح لدي مخزن كبير من التجارب الغنية في مجال الرسم، كما لدي جمهور يتابع رسوماتي في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بصورة مستمرة. وأشارت إلى أن الوقت المستغرق في رسم اللوحات يختلف من لوحة لأخرى، فبعض اللوحات تستغرق يوما وبعضها يستغرق ثلاثة أشهر، من الرسم المتواصل. «اليوم» وجهت لوالدتها العديد من الأسئلة حول طريقة رسم هيلة للوحات وأبرز مشاركاتها، وقالت: هيلة شاركت في العديد من المهرجانات في المملكة وخارجها، وتتميز هيلة بمواصفات الفنانة التشكيلية الطبيعية بعيدا عن الإعاقة التي تعاني منها، كون الفن التشكيلي يعتبر لغة بصرية كاملة المواصفات الحسية وغنية في إبراز القيم الجمالية والمعرفية المتناسلة من موهبة ووعي الفنانة أو الفنان التشكيلي ويعتبر نوعا فريدا من التواصل الحضاري الثقافي في مدلوله ومحتواه وخصوصيته التعبيرية. زائر يلتقط صورة مع الفنانة