توجت زيارة صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى واشنطن، 80 عاما من العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدةالأمريكية، حيث يؤكد التاريخ ان الرياضوواشنطن حليفان مقربان لديهما شراكات أمنية واقتصادية ثنائية قوية منذ عام 1945. مواقف واضحة# ويرى محللون ومراقبون أن الزيارة أتَت مُعَزِّزَة لتلك العلاقة التاريخية، فسياسياً أعلنت الزيارة عن تنسيقٍ واضح للمواقف السعودية والأمريكية، وتطابق في وجهات النظر تجاه ملفات المنطقة، كالتهديدات الإيرانية، واعتبار طهران محور الشرِّ، الذي يُهدد أمن واستقرار المنطقة بممارساتها العدوانية ومشروعها الطائفي، وهناك التفاهم حول الحرب في اليمن ودعم حكومته الشرعيّة، حتى ان البعض يرى أن سقوط الصواريخ الحوثية الغادرة على الرياض كانت بمثابة إنذار للإدارة في واشنطن بمدى الشر الذي يسيطر على ملالي إيران وأذنابهم الحوثيين في اليمن، كما تضمنت الزيارة ضرورة العمل الجاد على معالجة الأزمة السورية، والبحث المشترك عن الاستقرار في العراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب بشتى صوره، والوقوف أمام الدول والمؤسسات الراعية والداعمة له، أيضاً كانت القضية الفلسطينية حاضرة، وجاء الصوت السعودي فيها حازماً في دفاعه عن أشقائه الفلسطينيين في مطالبهم العادلة. الإسلام المعتدل ويرون ان زيارة ولي العهد لأمريكا في خطواتها الناجحة التي التقى فيها بالنُّخب السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية على اختلاف أطيافها سَوّقت للإسلام المعتدل، وللمملكة المنفتحة على ثقافات العَالَم بما لا يتعارض مع تطبيقها لشريعة الإسلام السمحة، كما رسمت بوضوح منظومة الإصلاح الحضاري الشامل الذي تسعى له عبر برنامج التحول الوطني، ورؤية 2030م، كما انها بَشَّرت بالمزيد من الاستثمارات المشتركة بين البلدين في قطاعات التقنية والترفيه والتعليم والطاقة والنقل الجوي، وهو ما ينعكس إيجاباً على الشعبين السعودي والأمريكي، ويخلق المزيد من فُرص العمل لهما. ترسيخ العلاقات ولا شك أن زيارة صاحب السمو الملكي إلى واشنطن، جاءت فرصة لترسيخ العلاقات السعودية الأمريكية في مجالات الأمن القومي والتجارة والاستثمار والثقافة بعد زيارة الرئيس الأمريكي ترامب التاريخية إلى الرياض في مايو 2017. حيث انهما، تسعيان لتطوير العلاقة القوية بينهما إلى مستوىً أعلى، وتعملان على تعزيز فرص التعاون والاستثمار بينهما، لاستفادة البلدين والشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا سواء كانت في التطرف والإرهاب أم التعامل مع أنشطة إيران في المنطقة أم دعم العراق وإعادة إعمارها والوصول إلى السلام في سوريا، وتحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتطوير قدرات المملكة على منع إطلاق الصواريخ البالستية بشكل عشوائي على أراضيها من الجماعة الحوثية الغادرة أذناب ايران. رؤية 2030# وقد سعى ولي العهد من خلال زيارته إلى تقوية الروابط الاقتصادية القوية تاريخياً بين الدولتين. وستساهم رؤية 2030 لطرح المزيد من فرص التجارة والاستثمار، لفتح قطاعات أعمال جديدة بما في ذلك الترفيه والسياحة، والطاقة المتجددة والصناعة العسكرية، خاصة أن هذه الزيارة جاءت في وقت مهم وحساس في ظل القضايا التي تمر بالمنطقة مثل الأزمة السورية والتهديدات الايرانية، وتهديدات الارهاب، وإعادة البناء في العراق والوضع في ليبيا وغيرها من القضايا. مجتمع جديد# والمتابع الجيد يستطيع أن يلمس أن المملكة رغم كل الظروف المحيطة بها فقد تقدمت وتيرة النمو والتطور بها في العامين الماضيين بسرعة كبيرة. حيث شهدنا جهودا حثيثة لتعزيز قيم التسامح والتغيير والتقدم على جميع مستويات المجتمع. فتمكين المرأة والمساواة الاجتماعية عنصران حاسمان في رؤية 2030 ومستقبل المملكة العربية السعودية. وتركز رؤية 2030 على إطلاق العنان لإمكانيات الأمة، وخلق الفرص لجميع افراد المجتمع وضمان مستقبل مزدهر ومستدام. كما فتحت المملكة أبوابها للاستثمار والتبادل التجاري، مرتكزة على نمو المجتمع السعودي وازدهاره في المستقبل.