تتناغمُ الدهشة ذات الرؤية التكاملية لديناميكية الطرح الشِّعري الحالم من بين أروقة الخيال المُجنَّح والصور المزركشة بنقش الأحلام البريئة والرؤية الذهنية الشِّفَّافة التي قد تلامس الواقع المحسوس فيستشعره الكبار قبل أن تتقرب وذهن الصِّغار حيث كتاب « ليس كل الأحلام قصائد » الصادر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة . وهي مجموعة شعرية تضمنت سبعين قصيدة انتقاها الشاعر والمترجم العراقي عبد الرحمن الماجدي من أصل «150» قصيدة اشتمل عليها الديوان الشعري الهولندي الذي انضوى تحت عنوان «أحلام» الذي صدر عن مؤسسة «اليوم العالمي من أجل الأطفال والشعر» في هولندا والمدعومة من اليونيسيف، وقد تبلورت الفكرة حينما دعت تلك المؤسسة أطفال هولندا التعبير عن أحلامهم شعرا ووجهت الدعوة للمدارس والمكتبات والأهالي فتدافع الأطفال الهولنديون بما يقارب العشرة آلاف طفل بنصوص أختير منها 150 نصا عبر لجنة محكمة من شعراء ونقاد وتربويين. كل ذلك استشعرته في كتابات صغار هولندا التي استدرجتني لقراءة الأحلام مرة وأخرى وتتالي رغبات القراءة مرات ربما وجدت بين طياتها ما لم أجده في أشعار شيوخنا الشعراء وأسيادنا الكتاب وقد أتحفني الزميل الماجدي بنسخة من كتابه المختار حينما التقيته في مدينة «زيورخ» بسويسرا نهاية 2011م وأرجأت مطالعته حين تتهيأ روحي لمعانقة عالم الطفولة وصفاء جمالها وفي لحظة انعتاق عن جنون الكبر ووهن الحياة صافحت ذلك الكتاب واستشعرتُ الدَّهشة المثيرة والمتطايرة من بين أحلام صِغار هولندا من بني السادسة والثانية عشرة من العمر الغض النَّدي تأخذك بعضها لما وراء المُستشعر، حيث الخيال واستنطاق الطبيعة واستحضار الأشباح ورسم صور مشرقة لعالم جميل ومثير ونظيف يخلو من الهواء القذر ودمار الحروب وفذلكة الموت المحتم بفلسفة الاستبعاد وتوظيف مبدأ الحرية التي تجعلك تحلق فوق الغيوم تمشي مستمتعا على أسقف ٍ رقيقة دون أن تضايق أحدا وتحت الضوء تجلس لتطرد الأحلام بعيدا عن ردهات الزمن فلا شهور ولا أيام غير صباح متبدل عن صباحات الآخرين تتناغم فيه موسيقى البيانو والناي والمزمار ليختفي الإيقاع فجأة على صياح الديك فيخترق الصمت لا شيئية الهواء بقول ما لم يُقل من فصول الحياة المستمرة وينبثق السلام من الحرب وحب الجمال المعتق بأنامل الطفولة وذاتية البراءة وحيثية الصدق المُغيَّب عن واقع الآخرين .. كل ذلك استشعرته في كتابات صغار هولندا التي استدرجتني لقراءة الأحلام مرة وأخرى وتتالى رغبات القراءة مرات ربما وجدت بين طياتها ما لم أجده في أشعار شيوخنا الشعراء وأسيادنا الكتاب، وقد نجح المترجم الماجدي أيما نجاح في نقل تلك التجربة الأدبية الحضارية الأوروبية لأدبنا العربي طالما ترجمها عربيا وفكر في نقل التجربة للعراق وأطفال الوطن العربي بأسلوبه اللغوي السلس وبانسيابية النقل المقارب للغة الشِّعرية فكانت رائدة فريدة ومفيدة من نوعها.