تطرح صفقة الاستحواذ على شركة كريستل من قبل شركة ترونوكس المحدودة، العديد من التساؤلات على أذهان المستثمرين والمحليين، وأثارت الجدل بينهما من خلال تأجيلها وعدم الحصول على الموافقات الكاملة من الجهات الرسمية لطرفي الصفقة. وكان التساؤل الأكبر والأكثر أهمية للمستثمرين يتمثل في أيهما يعود بالفائدة على شركة التصنيع الوطنية، باكتمال السيناريو الأول وإتمام الصفقة وتخرج كريستل التابعة من قطاع ثاني أكسيد التيتانيوم، أم تسير الأمور في سيناريو آخر وإلغاء الصفقة وعدم إتمامها في نهاية المطاف. وكريستل هي ثاني منتج لمادة ثاني أكسيد التيتانيوم، ومصدر رائد له على مستوى العالم، من خلال تشغيلها لعدد ثمانية مصانع، موزعة على سبع دول في خمس قارات. ووفق البيانات الرسمية لشركة كريستل ومقرها الرئيس في جدة، فإن شركة التصنيع الوطنية تمتلك 79% من رأسمالها، وتمتلك 20% منها مؤسسة الخليج للاستثمار. السيناريو الأول في حالة اكتمال السيناريو الأول، وإتمام الصفقة، تقلل شركة التصنيع الوطنية حجم ديونها إلى 12 مليار ريال، وهي تبلغ في الوقت الحالي 20 مليار ريال. وتبدي إدارة شركة التصنيع عدم تأثرها في حالة فشل الصفقة، ووفق تصريحات لرئيسها التنفيذي فإنها دفعت أربعة مليارات من ديونها، وأن تكلفة ديونها الحالية 700 مليون ريال. ومن المؤكد أن الدافع الأكبر وراء عرض ترونوكس لشراء الأعمال التجارية والأصول المتعلقة بنشاط ثاني أكسيد التيتانيوم من شركة كريستل، هو تحقيق أرباح كبيرة من تلك الصفقة وأن تصبح بذلك أكبر لهذه المادة في العالم. وعرضت الاستحواذ على كريستل مقابل مبلغ قيمته 1.673 مليار دولار (6.274 مليار ريال سعودي)، بالإضافة إلى حصة من أسهمها تبلغ 37.58 مليون سهم جديد من الفئة أ، تمثل 24% من رأسمالها. وتقوم شركة ترونوكس بتشغيل ثلاث مصانع لثاني أكسيد التيتانيوم بالولاياتالمتحدةالأمريكية وهولندا وأستراليا، بالإضافة الى مناجم في جنوب إفريقيا وأستراليا، ولديها مركز للبحث والتطوير وقسم للمواد الكيميائية والإلكترولايت بالولاياتالمتحدةالأمريكية. السيناريو الثاني السيناريو الآخر والمتمثل في تعطل إتمام الصفقة أو فشلها نهائيا، وهل يكون فيه فائدة لشركة التصنيع الوطنية، وتسهم كريستل بنسبة 10 إلى 15% من صافي أرباحها عن العام المالي الماضي، وفق التصريحات الإعلامية التي أطلقها مطلق المريشد الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية، وأسهمت بنسبة 35% إلى 40% في الإيرادات. وتتعطل الصفقة في الوقت الحالي بسبب عدم الحصول على الموافقات النظامية من الجهات المختصة خارج المملكة، مع معارضة لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية للاستحواذ، ورفعت مفوضية التجارة الاتحادية في الولاياتالمتحدة دعوى لإيقاف الصفقة. وجاء رفض الحكومة الفيدرالية للصفقة، تخوفا من احتكار شركة ترونوكس لمادة ثاني أكسيد التيتانيوم بعد أن تصبح المنتج الأول لها بالعالم، وتتحكم في سعر المادة بالأسواق بما يؤثر على المنافسة الحرة. وأكدت شركة التصنيع الوطنية على أن الاتفاق متضمن التمديد التلقائي حتى نهاية مارس المقبل. وعلى الجانب الآخر أكدت ترونوكس على التزامها بدفع غرامة قيمتها 60 مليون دولار لكريستل في حالة عدم اتمام صفقة الاستحواذ بنهاية العام الجاري. وصنفت لجنة تقييم المخاطر التابعة للوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية في منتصف العام الماضي مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، باعتبارها مادة مسببة للسرطان من الدرجة الثانية في الخطورة في حالة استنشاقها، وأكدت آنذاك أن رأيها ليس له أثر قانوني، ونقلت شركة ترونوكس ذلك البيان على موقعها الرسمي. وحققت شركة التصنيع الوطنية نموا في أرباحها السنوية الصافي بنسبة 606.11%، لتحقق 716.16 مليون ريال. ويلاحظ أن تعاملات كبار الملاك بالشركة لم تشهد نشاطا منذ نوفمبر الماضي، غير أنها نشطت مع بداية الشهر الجاري، وخصوصا من شركة الشاعر للتجارة حيث قلصت حصتها بالشركة من 5.76%، إلى 5.43% بالتعامل خلال ثماني جلسات.