في محاضرة استمعت إليها في ال «يوتيوب» للدكتور العراقي نبيل الحيدري، وهو يتحدث عن بعض النقاط في كتابه «إيران من الداخل»، ونظرا لأهميتها سأنقل بعضها. قال الحيدري، إن تسمية «إيران» حديثة العهد، فهي لم تكن موجودة قبل 1935م، وإن صاحب اقتراح هذه التسمية هو القومي الفارسي سعيد نفيسي، وإن إيران تتشكل من عدة قوميات لا يمثل الفرس فيها إلا 30% تقريبًا، وهم القومية المهيمنة على باقي القوميات، وإن إيران لديها عقدة من العرب منذ فتح المسلمين بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لبلادهم، وإن الفرس اتخذوا مذهب التشيع كأداة لإحياء القومية الفارسية والهيمنة على البلاد العربية من خلال استمالة بعض الشيعة العرب. وذكر أن تأثير العرب عميق في الثقافة الإيرانية، وذلك لأن هنالك ما لا يقل عن 60% من الألفاظ العربية موجودة في اللغة الفارسية، علما بأن الفرس ينتهجون محاولات للتخلص منها، وذكر بعض الأدلة على كره الفرس للعرب وأنهم اتخذوا مذهب التشيع المنحرف «الصفوي» كأداة للهيمنة على العرب، مثل إقامة مزار لأبو لؤلؤة المجوسي الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب واحتفائهم به، وإن الأحواز العربية التي يشكل الشيعة العرب الغالبية فيها لا يحصلون على حقوقهم كاملة وإن الفقر نصيبهم، علمًا بأن معظم الثروات الإيرانية في منطقتهم، بل إنهم يمنعون من استخدام لغتهم العربية في الأماكن العامة، مع العلم بأن اليهود حصلوا على حقوقهم أكثر من العرب، وقال إنه لا يسمح للسنة ببناء أي مسجد بينما يسمح لليهود ببناء معابدهم. ثم تحدث عن اختطاف الصفويين للثورة الإيرانية 1979م بعد أن كانت تضم عدة أطياف من الشعب كالليبراليين والعلمانيين والشيوعيين وغيرهم، وإن الخميني هو الذي استحدث ما يسمى بولاية الفقيه، وذلك للهيمنة على الشعب الإيراني باسم الدين. ومنذ استلام الخميني الحكم أخذت إيران تعمل على تصدير المنهج الصفوي إلى البلاد العربية المجاورة بل العمل على زرع التشيع الصفوي المنحرف عن التشيع العربي، وذكر أن هناك تفككا من داخل إيران؛ بسبب صراع الأجنحة في الحرس الثوري وتفشي البطالة وازدياد نسبة الفقر بحيث وصل إلى 60%، وإن الحرس الثوري هو الذي يتحكم بالاقتصاد الإيراني إذ 70% من هذا الاقتصاد تحت إمرته، وإن الشعب الإيراني في الحقيقة يكره النظام ويتمنى تغييره. وشكك الحيدري بمعاداة النظام الإيراني لإسرائيل وأمريكا بل إن هناك تحالفا غير معلن بينهم، ودلل على ذلك بالتعاون القائم بين إيران وأمريكا في العراق، وأتى ببعض الأمثلة على الهيمنة على العراق مثل لا بد من موافقة إيران على المرجع الشيعي في العراق، وهي تجهز حاليا مرشحًا ليخلف السيستاني. واستنكر الحيدري دعوة إيران للوحدة الإسلامية، فبرأيه كيف تدعو للوحدة وهي أصلا لا تعترف بالسنة وبقية المذاهب الأخرى. وهناك نقاط أخرى ذكرها الحيدري ولكن لضيق المساحة نكتفي بهذا القدر، والحقيقة كتابه جدير بالاقتناء والقراءة.