عند الحديث عن إيران يستحسن توضيح الحقائق التالية. ليس كل الإيرانيين هم من الفرس وإنما منهم منتسبون لقوميات مختلفة (عرب، بلوش، تركمان، أذربيجان، أكراد..) ويمثلون بمجموعهم الأكثرية من سكان إيران. لذلك ليس من العدل توحيد النظرة القومية لكل الإيرانيين. ومثل ذلك فإن الإيرانيين ليسوا كلهم من الشيعة، فمنهم من السنة (فرس، عرب، بلوش، تركمان، أكراد..)، وهناك المجوس واليهود والمسيحيون .. إلخ. لكن الفرس والمجوس هم الذين يتولون إدارة شؤون إيران الداخلية والخارجية. أي أن مقاليد الحكم وصنع القرارات بيدهم. من هذا التوضيح المبسط يمكن اعتبار المشكلات التي تسببها إيران لدول الخليج العربية هي نتيجة لسياسات الصفويين ذوي الأهداف الدينية والسياسية والقومية. وطبقا لذلك يتعامل قادة إيران وحكومتها مع الدول العربية بشكل عام ومع دول الخليج العربية بشكل خاص. الإمام الدكتور موسى الموسوي، عضو البرلمان الإيراني السابق، يعري في كتابه «يا شيعة العالم استيقظوا» أساسيات استغلال قادة إيران للشيعة، داخل وخارج إيران، لتحقيق أهدافهم. فيما يتعلق بخارج إيران، كما يقول الإمام الموسوي، فإن القادة الإيرانيين يعتمدون في تحقيق أهدافهم على الشيعة من قوميات أخرى، ويبقى الشيعة الإيرانيون هم الأعلون على غيرهم من القوميات الذين يتم تجنيدهم في بلادهم، وهم الضحية، ليأتمروا بأوامر القادة الإيرانيين. ويطلق الإمام الموسوي في كتابه صيحة الإصلاح وذلك بكشف كذب وخداع قادة الشيعة الإيرانيين للشيعة داخل وخارج إيران، وذلك تمهيدا لنبذ كذبهم وخداعهم وزيفهم.. والعودة للتشيع الصحيح حسب مفهومه أي الذي لا يتعارض مع تعليمات الأئمة الأطهار ولا يستهين بالسنة. فقادة الشيعة الإيرانيون، كما يقول الإمام الموسوي، جعلوا الصراع إسلاميا سنيا، بمعنى أن الشيعة الفرس يمثلون الإسلام والسنة يمثلون الضد. حتى الآن نجحت حكومة إيران بجعل البعض من الشيعة العرب يصفون إلى جانبها (منهم أحفاد أولئك الذين أدخلوا الإسلام لبلاد فارس) محولة صراعها مع العرب وكأنه بين الشيعة والسنة. وللتاريخ، فإن الشيعة العراقيين قاموا بالدفاع عن العراق بشكل قوي ومشرف خلال الحرب العراقيةالإيرانية. هذا إلى جانب أنه حسبما يذكر وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، فإن نسبة عدد العرب الشيعة في حزب البعث العراقي تزيد على 76 % (الشرق الأوسط، الخميس 13/7/1434ه 23/5/2013م، ص13). ولمواجهة إيران فإنه مهم تعرية معتقدها الفارسي المبني على الأكاذيب والخداع والزيف واختلاق البدع التي ليست من الإسلام بشيء.. ويقول السيد المعمم كمال الحيدري في أحد تسجيلاته (بالصوت والصورة في اليوتيوب): «أنا أدعي أن كثيرا من الموروث الروائي الشيعي هو مدسوس ومنقول إلينا من كعب الأحبار، من اليهودية والنصرانية والمجوسية.. حتى تفسير القمي الذي هو من أصح الكتب التفسيرية.. فيه من الدس والزور والغلو والكذب والاختلاق..». الفرس المجوس هم الذين حولوا التشيع العربي الأصل من سياسي إلى تشيع ديني. ويقال ابحث عن أي كذبة أو طقس من الطقوس المفبركة تجد وراءها فارسيا شعوبيا. إيران تستفيد من نشر معتقدها، كأداة للسياسة الإيرانية، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية (دينية وسياسية وقومية)، وتأمل أن تستفيد كذلك منه لكسب الشعوب، وخاصة العرب. وحتى تأييد إيران الظاهر للقضايا العربية (مثل قضية فلسطين) هو لكونها تعتبرها إسلامية لغرض التدخل في الشؤون العربية كقوة إقليمية كبرى في المنطقة، والله أعلم.