حذرت نيكي هيلي سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة أمس الاثنين من أنه إذا تقاعس مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا، فإن واشنطن «ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين ذلك»، مثلما فعلت العام الماضي عندما أطلقت صواريخ على قاعدة جوية للحكومة السورية بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية أسفر عن سقوط قتلى. وقالت أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا: «هذا ليس المسار الذي نفضله، لكنه مسار أوضحنا أننا سنمضي فيه، ونحن مستعدون للمضي فيه مرة أخرى». وأضافت: «عندما يتواصل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراء، فهناك أوقات تضطر فيها الدول للتحرك بنفسها». وأشارت هيلي إلى ان روسيا شنت «20 عملية قصف على الاقل يوميا في دمشق والغوطة الشرقية في اول اربعة ايام بعد تبني القرار». واضافت انه بمواجهة عدم التقيد بوقف اطلاق النار ونتيجة تصرفات روسيا والنظام السوري «حان وقت التحرك»، معلنة عن مشروع قرار جديد يتضمن الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار في سوريا. واعتبرت هيلي مشروع القرار «بسيطا وملزما ولا يتيح المجال امام اي التفاف» عليه. وخلصت هيلي الى القول ان لا روسيا ولا سوريا «كانتا تنويان تطبيق وقف اطلاق النار»، قبل ان تتساءل «هل باتت روسيا اداة بيد بشار الاسد، والاسوأ بيد ايران؟». وندد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال هذه الجلسة ب «المآخذ التي لا تنتهي ضد روسيا»، مشيرا الى ان السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة نيكي هيلي اوردت اسم روسيا «22 مرة»، والسفير الفرنسي «16 مرة» والسفير البريطاني «12 مرة»، في كلماتهم التي سبقت كلمة السفير الروسي. واعتبر السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر في كلمته ان «بإمكان روسيا وقف اراقة الدماء»، مضيفا: «نعلم أن روسيا استنادا الى نفوذها لدى النظام ولمشاركتها في العمليات، قادرة على إقناع النظام عبر ممارسة كل الضغوط اللازمة بوقف هذا الهجوم البري والجوي» على الغوطة الشرقية. وأضاف السفير الفرنسي دولاتر: ان «الهجوم البري والجوي يتواصل تحت وابل من النيران. ان المدنيين ليسوا ضحايا جانبيين بل هم اهداف هذا الهجوم». واضاف: «وبعد ذلك لا بد من آلية قوية لمتابعة المساعي ساعة بساعة لوقف الاعمال القتالية، واجلاء الجرحى، وايصال المساعدات الانسانية». من جهته، رأى السفير البريطاني المساعد جوناثان الن انه «لن يتم تناسي دور روسيا التي تدعم دمشق» وانه «لا بد من المحاسبة». من جهة اخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين: إن نحو 511 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من سبعة أعوام. وأضاف المرصد الذي يحصي أعداد القتلى من خلال شبكة مصادر داخل سوريا أنه يعرف هوية أكثر من 350 ألفا ممن قتلوا، أما باقي الحالات فقد علم بمقتلهم لكنه لا يعرف أسماءهم. وبدأ الصراع بعد خروج احتجاجات حاشدة يوم 15 مارس من عام 2011، وأجبرت الحرب ملايين الأشخاص، أو أكثر من نصف عدد السكان قبل الحرب، على الفرار من ديارهم. وأضاف المرصد أن نحو 85 في المائة من الضحايا مدنيون قتلتهم قوات بشار الأسد وحلفاؤه. من جهتها حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أمس من أن أطفال سوريا حاليا عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى مع اقتراب النزاع من بدء عامه الثامن الخميس.