قتل أكثر من 400 مدني، في خمسة أيام إثر الغارات الجوية والقصف الذي يشنه نظام الأسد على الغوطة الشرقية، الذي توعد سكانها ب«الجحيم»، فيما أجلت المطالب الروسية إقرار مشروع كويتي سويدي للهدنة فيها خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة أمس. وأعلنت روسيا انه لا اتفاق على وقف اطلاق النار يستمر ثلاثين يوما، ويهدف لإيصال المساعدات الانسانية واجلاء الجرحى. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة للتصويت على المشروع الكويتي - السويدي حول الغوطة، اليوم الجمعة. وأمس، دانت الولاياتالمتحدة وفرنسا والكويت واعضاء اخرون موقف روسيا الداعم للأسد، وانتقد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر «الهجمات على المستشفيات، والوضع الذي لا يمكن القبول به»، في وقت توعد فيه رئيس وفد النظام في كلمته الواهية بالجلسة، سكان الغوطة ب«الجحيم». استعداد أمريكي واعتبرت ممثلة أمريكا أن النظام يشن هجمات بربرية على المدنيين في الغوطة، وقالت: «إن واشنطن مستعدة للتصويت لصالح مشروع قرار الهدنة». من جهته، اعتبر المندوب الفرنسي أن استمرار أزمة الغوطة قد يكون «مقبرة للأمم المتحدة»، وأعلن استعداد بلاده لبحث أي تعديلات تقترحها روسيا حول مشروع قرار الهدنة. من ناحيتها، طالبت بريطانيا بوقف فوري للأعمال العدائية هناك. بدوره، دعا وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، خلال الجلسة لوضع حد للمجازر وانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة المنكوبة. روسيا تؤجل وندد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة التي دعت اليها بلاده ب«الخطب الكارثية»، معتبرا انها لا تنسجم مع الوضع على الارض. حسب تعبيره. والمشروع الذي اقترحته الكويت والسويد ينص على وقف لاطلاق النار في سوريا يستمر شهرا للسماح خصوصا بتخفيف الحصار عن الغوطة والقيام بعمليات اجلاء انسانية.وفي الوقت الذي تواجه فيه موسكو اتهامات بالمشاركة في القصف العنيف على الغوطة، اعلن جنرال روسي أن بلاده اختبرت أكثر من مائتي نوع جديد من الأسلحة في سوريا، دون أن تحدد ماهيتها. وقال الجنرال الروسي، فلاديمير شامانوف الذي يترأس لجنة نيابية مكلفة بالدفاع امام (الدوما): «لقد اختبرنا في دعمنا للاسد اكثر من 200 نوع جديد من الاسلحة»، وتابع: «لقد أظهر ذلك فعالية الاسلحة الروسية أمام العالم أجمع»، الا انه لم يحدد ماهية الاسلحة أو متى اختبرت هناك. وفي وقت سابق، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ستين شخصا نصفهم من الأطفال في الغوطة أمس، بينهم قرابة الثلاثين جثة استخرجت من تحت الأنقاض ليرتفع بذلك عدد ضحايا حملة الأسد على المنطقة الى اكثر من 375 في ثلاثة ايام ونحو 1700 جريح منذ الاحد.