شدد خبراء مصريون في الشؤون السياسية والإرهاب، على أن اتفاق بريطانيا والمملكة القاضي بضرورة التصدى لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة، يؤكد أن تنامي خطر «الملالي» بدأ يثير مخاوف الأوروبيين ويهدد الأمن والسلم العالمي. وأوضحوا في حديثهم ل«اليوم»، أن مباحثات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في لندن بهذا الشأن ستؤتي بنتائج مثمرة توقف محاولات طهران التمدد والتدخل في شؤون عدة دول عربية. الأمن والاستقرار يقول الخبير الاستراتيجي، اللواء علاء عزالدين: «إن إيران من بين الدول المتورطة في محاولة العبث بأمن واستقرار الوطن العربي وتصدر الإرهاب للمنطقة بهدف فرض حالة من العنف والفوضى، وأثبتت الجرائم الإرهابية الأخيرة أن إيران ضالعة بقوة مع نظام قطر في دعم وتمويل الإرهاب، لذا فإن نجاح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في كسب التأييد البريطاني للضغط على طهران لوقف أنشطتها العدائية بالمنطقة خطوة مهمة لردعها بعد أن توهمت أن بمقدورها فرض هيمنتها على عدد من الدول العربية».وشدد اللواء عزالدين، على أن تاريخ الأنظمة السياسية الإيرانية ملوث بدماء القتل والاغتيالات، ولجأ النظام الحالي إلى زراعة ضعفاء الأنفس من العملاء والخونة في عدة دول عربية لفك لحمتها الاجتماعية والتأثير سلبا على جوارهم، حدث ذلك في لبنان بزرع ميليشيا «حزب الله»، ولولا الدور السعودي القوي بقيادة قوات التحالف العربي لأصبح مصير اليمن مثل لبنان، إذ دأبت إيران على دعم وتمويل ميليشيا الحوثي وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية للعبث بحدود المملكة وتهديد أمنها واستقرارها بجانب دول الخليج. ولفت الخبير الأمني، إلى أن الإرهاب الإيراني بات مفضوحا بعد اعتداءات نظامه الأخيرة ومده الميليشيا المنقلبة على شرعية اليمن، بالصواريخ الباليستية لتهديد الأراضي السعودية ومدنها وسكانها الآمنين. مؤامرات إيران في المقابل، قال الباحث في الشئون الإيرانية، مدحت حماد: «إن نظام (الملالي) رسم منذ عدة أعوام خططا ومؤامرات لمحاولة التغلغل داخل الوطن العربي ووضع قدم في المنطقة، وبدأ في تنفيذها بالتمدد في مناطق الفراغ الاستراتيجي العربي، لكن تصدي دول بقوة المملكة أوقفه وأيقظه من أحلامه وأوهامه؛ وأجهض كافة مخططاته». وأشاد حماد؛ بنجاح ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ في التوصل لاتفاق مع بريطانيا للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة، لافتا إلى أن إعلان بريطانيا موقفها الواضح من إيران يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأوروبيين انتبهوا أخيرا لخطورة طهران وما قد تمثله في وقت لاحق عليهم، بعد أن تورطت في جرائم إرهابية في منطقة الشرق الأوسط، إذ يكفي ما كشفه التقرير السري الأممي، لمجلس الأمن عن أن نظام إيران يقدم أسلحة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن منذ 2009 على الأقل، وأن دعمها العسكري للانقلابيين هناك مثبت على مدى خمس سنوات. التحرك السعودي بدوره وصف الخبير في شؤون ملف الإرهاب، مصطفى حمزة التحرك السعودي ضد إيران بالقوي والجاد، إذ تعد المملكة من أهم الدول المعنية بالتصدي للمخاطر الإيرانية، مشيدا بنتائج زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا، وأكد أن التأييد البريطاني لخطوات المملكة في ملف الإرهاب والتصدي لعدائيات طهران في المنطقة بات محل تقدير العالم بأسره وهو ما ظهر في تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي. وشدد حمزة، على أن السياسة الخارجية السعودية تواصل توجيه ضربات قاصمة لإيران، مشيدا بدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في دعم الجهود الرامية إلى وقف الخطر الإيراني الذي بات يهدد أمن واستقرار كافة الوطن العربي. رسالة قوية وقال خبير العلاقات الدولية، د.أيمن سمير: «إن ما حققته زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، سواء في مصر ثم بريطانيا؛ هي رسالة قوية ستضعها أي دولة تخطط للتآمر على المنطقة العربية أمامها، بأنها ستنال جزاء رداعا»، لافتا إلى أن إعلان بريطانيا الاصطفاف مع الدول التي تسعى إلى وقف الخطر الإيراني خطوة هامة جدا لكونها دولة عظمى وتؤثر بقوة في المجتمع الدولي وسيكون تأييدها لتحركات المملكة وعدد من الدول العربية لردع إيران، إضافة هائلة لاستئصال سرطانها الساعي للتمدد في الدول العربية. وطالب سمير، بقية الدول العربية التي عانت من الإرهاب الإيراني بضرورة التحرك وتصعيد مواقفها في الجهات والهيئات الدولية لاستصدار عقوبات على طهران بعد تفشي جرائمها وفضح مخططاتها التدميرية. وهو ما ذهب إليه الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد عباس ناجي، الذي قال: «إن التحرك السعودي الجاد يمهد لوقف استغلال إيران الاتفاق النووي لتدعيم تمددها في المنطقة، وكذلك يشير إلى المضي قدما في سبيل انتزاع إجماع دولي على خطورة إيران على العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فحسب».