الأمير نواف بن سعد رئيس ذكي وقيادي من الطراز الأول، استطاع أن يختار الوقت المناسب للاعلان عن عدم رغبة نادي الهلال في التجديد للنجمين محمد الشلهوب وياسر القحطاني، ولكن مثل هذه القرارات تدق ناقوس الخطر؛ لأن الراحلين هما آخر جيل العمالقة. هل من المعقول ألا يكون لدينا شلهوب آخر؟ هل يعلم الكاسر أن الكرة السعودية حزينة لرحيله؟ رغم أن الكرة السعودية ولادة وتزخر بالمواهب، إلا أن مواهب الجيل الحالي قصيرة العمر في الملاعب بخلاف الأجيال السابقة. القضية ليست ركلا للكرة فقط، ولكن عندما نضم الشلهوب وياسر إلى قائمة العمالقة فهذا يعني أن عطاءهما داخل الملعب وخارجه هو السبب في بقائهما في الملاعب إلى هذا العمر. الذكاء والخبرة هما من جعلا المدربين الذين تعاقبوا عليهما يجعلونهما من ضمن خياراتهم.. وهنا نسأل؟ كم من مدرب غادر الهلال وأثنى على ياسر وأشاد بنجوميته وقياديته وأنه أحد العوامل الإيجابية المؤثرة على زملائه. كم من مدرب غادر الهلال وهو يعلم ما هي قيمة الشلهوب في دكة البدلاء وما هو حجم التأثير والتغيير الذي من الممكن أن يحدثه في دقائق معدودة. كم من نشاط اجتماعي وخيري استطاع هذان النجمان أن يسجلا اسميهما في سجل الذهب فيه ويثبتا أنهما باران لهذا الوطن المعطاء. هل فعلا سوف تصبح ملاعبنا خالية من العمالقة؟ كم يحتاج أبناء الجيل الحالي أن يعلموا أن الشهرة المؤقتة والنجاح في مباراة أو مباراتين لا تصنع نجما. كم من المؤلم أن تشعر بنهاية ورحيل آخر العمالقة، وهذا هو الواقع المر الذي لا بد من أن نعترف به. ما هو حال نجوم الشباك اليوم؟ هذا لم يحضر لأن لديه متأخرات مالية. هذا ظل حبيس دكة البدلاء ولم ينتظم. هذا وقع العقد الجديد وغابت نجوميته. هذا اشترط اللعب إذا وفرت له متطلباته. وبين هذه وتلك أين هم النجوم الذين نتوقع أن يصبحوا مستقبل الكرة السعودية؟ عذرا لدينا (نجوم مؤقتة) ولذلك لا نلوم الهلال أو غيره من الأندية إذا تمسك بهؤلاء العمالقة إلى هذا العمر. إلى كل من تهمه مصلحة الكرة السعودية من المهم عند اعتزال لاعبين بقيمة ياسر والشلهوب أن يبادر الاتحاد السعودي بالاستفادة منهما سواء كان في المجال التدريبي أو الإداري؛ لأن مغادرتهما للوسط الرياضي نهائيا خسارة للرياضة السعودية. همسة في أذن الواقع: قبل أن نطلق سهام النقد عليهما علينا أن نحترم ونتذكر ماذا قدما لناديهما والكرة السعودية. على المحبة نلتقي..