يبدو أن الروس من فرط سرعة ابتكارهم وصنعهم أسلحة جديدة لم يعد لديهم الوقت للتفكير في أسماء يطلقونها على أسلحتهم التي استعرض بعضها فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي خلال رسالته إلى الجمعية الفيدرالية الروسية. يظهر هذا في طلبه من المواطنين الروس أن يقترحوا على وزارة الدفاع الروسية أسماء للأسلحة الجديدة مثل الصاروخ المجنح النووي والغواصة المُسيّرة. وأوضح بوتين أن تطوير الأسلحة الروسية يساعد في حفظ السلام في العالم، ويمكن الإضافة لقوله ان تطويرها يسهم في تعزيز موقع روسيا كثاني أكبر مُصَدّر للسلاح في العالم بعد الولاياتالمتحدة، وضخ المليارات من الدولارات سنويا في الخزينة الروسية. وهو ما صرح به بوتين نفسه في غير حديث وغير مناسبة سابقة. إن الارتفاع الملحوظ في أرقام مبيعات الأسلحة الروسية ما كان سيحدث لولا الأزمة السورية وتدخل روسيا طرفا في الصراع، هذا ما يقوله الخبراء والمراقبون الروس منوهين بأن ما يسمونه العملية العسكرية في سوريا تلعب دورا هاما في تعزيز سمعة السلاح الروسي. ويؤكد بوتين نفسه هذا الكلام في تصريحات سابقة باعترافه أن الأسلحة التي تنتجها بلاده أثبتت «إمكاناتها ودقتها وفعاليتها» في محاربة الإرهاب في سوريا. واضح أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فحتى صاروخ سام 5 القديم الذي نسيه العالم وأعتقد أنه أحيل إلى التقاعد قد يسهم في تحسين سمعة صناعة الأسلحة الروسية بعد انبعاثه وإسقاطه الطائرة الإسرائيلية.. هذا زمن السلاح الروسي، إس 300، و400 «وسار مات» الجديد، والمجنح باسم، والمجنح بدون اسم، والغواصات السريعة المُسَيّرة، والأسلحة التي لا حاجة لذكرها. يا ترى كم سلاح جديد انتجته المصانع العربية خلال الأزمة السورية التي تدخلت فيها أطراف عدة إلى حد تحويل السوري إلى كومبارس؟ كم طائرة؟ كم سيارة بدون تجميع؟ أو لأقل كم إبرة؟ لن يسعفني أي محرك للبحث بما يمكن اعتباره إجابة عن هذه الأسئلة، لكنه لن يبخل بصفقات السلاح المليارية التي تسهم في ملء خزائن الدول المتاجرة بالأسلحة. شكرا للازمة السورية والأزمات الأخرى في الحاضر والمستقبل!