في يوميات الأعمال نصادف مواقف كثيرة وعملاء من خلفيات وثقافات مختلفة ومتباينة، والاساس في عملنا هو ان نقدم لهم الخدمة بكل مهنية، وأن نحرص على رضاهم وسرورهم بالتعامل معنا، وتتفاوت الجهود في عملية الإرضاء فالبعض سهل ومرن وواثق، خدمته محببة. والاخر دقيق متشكك يجن جنونه لأصغر خطأ وهذا نخدمه ونحن في حالة قلق أكثر منه بسبب توجسه الذي ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر على العمل، لكن في نهاية اليوم نسعى سعيا حثيثا لإرضاء العملاء والتأكد من معالجة العيوب التي قد تقع أثناء العمل أو بعد تسليم العمل. ونتواصل مع العميل او الزبون للتأكد من رضاه وإعجابه بالعمل، الا عميل واحد لا يهمنا هل هو راض ام ساخط! هذا العميل هو السلبي الظالم الذي يضع العيوب تحت المجهر ولا يحترم لا العمل ولا الناس الذين يعملون معه، هذا العميل إيقافه عند حدوده هو أهم من إرضائه لانه وببساطة لا يرضى ولا يملأ عينه أي شيء، والسعي خلف رضاه بمثابة ملاحقة السراب. والذي يخاف على سمعته من هذا العميل تحديدا فعليه إيقافه عند حده بمواجهته بمن يخاف منه فعلا إما كسلطة أو جهة ممولة أو نظام، وبعدها ستجده ملتزما الصمت وإن تجرأ على الحديث بعد ذلك، فكما يقولون لو المتكلم مجنون السامع عاقل، لن يلتفت له أحد لأن الناس تعرف عنه أنه سلبي. هذه رسالة لكل صاحب عمل ابذل قصارى جهدك لإرضاء عميلك لكن فرّق بين العميل الذي يقدر ويستحق والعميل الخارج عن هذه الدائرة، ولا تدع الامور تخرج عن مسارها السليم فقط بسبب مقولة العميل دوما على حق، أولا وأخيرا العمل هو بشريعة العقد وبالاخلاق الحسنة بين الطرفين.