أكد المشاركون في ندوة «الوعي الفكري» التي نظمها مكتب «اليوم» بالأحساء على أهمية تعاون مركز الوعي الفكري الذي انشأته وزارة التعليم مؤخرًا مع مؤسسات التعليم المختلفة؛ تحقيقًا للسياسة العليا للدولة في المحافظة على الهوية الوطنية المتعايشة مع المتغيرات الحياتية في عالمنا اليوم وأشاروا إلى أن مؤسسات التعليم ومنها الجامعات خطت خطوات رائدة في غرس العقيدة الصحيحة وفهمها وفق منهج السلف الصالح، والعمل على إشاعة الفكر الآمن المبني على الوعي الصحيح والذي يعتبر عاملًا مهمًا لتعزيز وحدة الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره، منوهين بضرورة أن تقوم مؤسساتنا الثقافية بدورها في هذا الجانب من خلال وجود وحدات في الجامعات وكراسي علمية لدراسات التوعية الفكرية، ومسابقات علمية، وبرامج وطنية، تعنى بتأكيد الانتماء الوطني وتعزيز اللحمة الوطنية، ونبذ الفرقة والاختلاف، ولزوم الجماعة، والسمع والطاعة، وأيضا وضع برامج للكشف عن الطلبة الذين يحملون أفكارًا تتعارض مع الأمن الفكري ووضع معايير دقيقة عند تعيين المعلم أو عضو هيئة التدريس المشرف على برامج التوعية الفكرية، وضرورة اهتمام مراكز التوعية الفكرية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لطرح مثل هذه القضايا ووضع الخطط والبرامج للوقاية من الانحراف والتطور لدى الناشئة ومعالجتها، وحث الطلاب على الإبلاغ عن أي شخص يحمل الفكر المنحرف سواء للمعلم أو المرشد الطلابي، وإشراك مدير المدرسة في ذلك. وأشاروا إلى أن وزارة التعليم بإداراتها أسهمت في غرس المواطنة وتعزيزها وغرس مفهوم الوحدة والتلاحم ونبذ العنف وتحقيق الوسطية، وخير دليل على ذلك أن الشباب الناشئ تلمح فيه روح الولاء للقيادة وحب الوطن خاصة عند الخطوب والمدلهمات، وتأتي أهمية دور المؤسسات التعليمية خاصة أن هذه المؤسسات تتعامل بحكم طبيعة عملها مع النشء والشباب، لذلك تقع عليها المسؤولية الكبيرة التي يتحملها التربويون في تنمية الشعور بالانتماء والمواطنة في نفوس الطلبة والطالبات، وتعزيز ولاء المواطن لوطنه من خلال الربط الدائم بين مجموعة المعارف والأفكار النظرية التي يتلقاها الطالب وبين مجتمعه بشكل عام، والحرص بصفة مستمرة على تدعيم الجوانب الإيجابية وتصحيح ما قد يظهر من نواحٍ سلبية تجاه علاقة الطالب بالمجتمع. وأكد الجميع على أن مفهوم الأمن الفكري شيء فطري مغروس في النفوس، كما أن منابر المساجد لها دور كبير في تعزيز مفهوم اللحمة والأمن الفكري ونشر الوعي الصحيح عن سماحة الإسلام وحب الأوطان. وأكدوا أيضا أن الترابط الأسري هو من أهم عوامل التربية النفسية والفكرية والسلوكية السليمة التي تقي الفرد من الهروب واللجوء إلى مجموعة وبيئة أخرى غير الأسرة لحل مشاكله وصراعاته. د. محمد العقيل المناهج الدراسية تعزز الأمن الفكري يقول عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء د. محمد العقيل: إن التعليم في المملكة يعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، والعقيدة السلفية النَّقية، التي تدعو إلى الوسطية، وحفظ الإنسان في ضروراته الخمس «الدين، النفس، العِرض، العقل، المال»؛ بما يعزز أمن الإنسان واستقرار البشرية؛ حيث يتضح عمل التعليم في المملكة في تحقيق الأمن الفكري وتعزيزه من خلال أمور كثيرة كالمقررات الدراسية خاصةً مقررات العلوم الشرعيَّة، والتي تُعنى بشكلٍ ظاهرٍ بغرز العقيدة الصحيحة، وفهمها وفق منهج السَّلف الصَّالح، وتزويد مقررات الشريعة بأصول أهل السُّنَّة والجماعة النابذة للتطرف والغلو والتَّحزُّب، وقد خطت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خطوات رائدة في هذا الباب فشكلت في الجامعة ووحداتها التعليمية داخل المملكة وخارجها وحدات التوعية الفكرية، وأسّست برنامجًا رائدًا «آمن» اشتمل على عدد من البرامج التدريبية والمحاضرات لأعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم؛ لتعزيز المواطنة والانتماء للوطن. د. أحمد البوعلي المساجد لها دور مهم في نشر صحيح الدين يرى المدير التنفيذي لمركز تنمية الطفل بالشرقية د. أحمد البوعلي، أن المواطنة والانتماء للوطن هذه القيم السامية العليا ضرورة لوجود الأوطان ومنعتها، وهي تتجلى في أوقات الشدة عندما تحيط الأخطار بالأمم والشعوب سواء أكانت أخطارا خارجية أم داخلية، والشعب السعودي بطبيعته -والحمد لله- من الشعوب التي تعلي قيم المواطنة والانتماء التي حرصت القيادة الحكيمة على غرسها في نفوس المواطنين منذ ارتفعت راية التوحيد لتجمع شتات الجزيرة في كيان واحد حتى هذا العهد الزاهر. ويشير إلى أن مفهوم الأمن الفكري شيء فطري مغروس في النفوس، كما أن منابر المساجد لها دور كبير في تعزيز مفهوم اللحمة والأمن الفكري ونشر الوعي الصحيح عن سماحة الإسلام وحب الأوطان. د. ظافر الشهري شريحة الشباب مستهدفة من أعداء الوطن يقول عميد كلية الآداب بالأحساء د. ظافر بن عبدالله الشهري: إن مَن يتصدى للدراسات الفكرية يجب أن يكون قريبًا جدا من شريحة الشباب؛ لأنهم هم المستهدفون من قِبَل أعداء المِلّة والدين وأصحاب الأيديولوجيات المشبوهة، ولأن الشباب لديهم تطلعات، ولديهم الرغبة في العمل التطوعي، ومن خلال تجربتي مع زملاء العمل في جامعة الملك فيصل وبالتحديد في كلية الآداب، وجدنا أن الطلاب والطالبات فيهم خير كثير، وسقف الوطنية لديهم عالٍ جدا، ولهذا كانت لنا تجربة في الكلية وهي تجربة ناجحة، فقد فتحنا مكاتبنا للطلاب، وأشركناهم في الأنشطة الثقافية وسمعنا منهم، وكلفناهم بأعمال في حدود الأنشطة الطلابية، ونجحوا نجاحًا منقطع النظير، وفي نادي الأحساء الأدبي شكلنا لجنة شبابية تحت مسمى اللجنة الشبابية للثقافة والإبداع، بدأناها بخمسة، والآن اللجنة فيها أكثر من ستين شابًا وشابة، وسلمناهم في النادي كثيرًا من الأنشطة والبرامج، ونُشرف عليهم في المحصلة، مثل هذه اللجان جيد وجودها بل مهم، لكن يجب توحيد جهودها وضبط ما يصدر منها والإعداد له إعدادًا جيدًا. عبدالمحسن بوحمد الأنشطة المدرسية تشكّل هوية الطلاب ينوّه الأخصائي الاجتماعي بمستشفي الصحة النفسية بالأحساء عبدالمحسن بوحمد إلى أن لكل مرحلة تعليمية سماتها وخصائصها التي تختلف عن المرحلة التي قبلها وبعدها، فالمرحلة الابتدائية هي مرحلة الطفولة، وفيها ينتقل الطفل من البيت إلى المدرسة، من اللا نظام إلى النظام الرسمي، ويتحول الطالب من الذاتية إلى الاجتماعية، ويكوّن علاقات اجتماعية مع بقية التلاميذ؛ لاكتشاف العالم من خلال اللعب الفردي والجماعي، وهذه العلاقات لها الأثر الكبير في تشكيل شخصية وسلوك الطفل واهتماماته وطموحاته. ومن هنا يجب على القائمين على العملية التعليمية استغلال هذه السمات والخصائص في تعزيز الهوية الوطنية من داخل المدرسة الابتدائية ابتداء من الطابور الصباحي، وترديد النشيد الوطني بكل جد واهتمام، وإعداد المسابقات ذات الطابع الوطني السلوكي عن طريق الألعاب المسلية والممتعة، ولمعلم التربية الفنية في هذه المرحلة الهامة الدور الكبير في غرس الهوية الوطنية بالرسم والتلوين واختيار المواضيع الوطنية المتعلقة بتراث المملكة وإنجازاتها كرسم وتلوين علم المملكة، غرس القيم الإسلامية الأصيلة التي تعكس سمات المجتمع السعودي كالكرم والصدق والأمانة عن طريق المسرح والتمثيل الدرامي، وتقمص الشخصيات الوطنية التاريخية، وتوزيع العلم السعودي في المناسبات الوطنية لربط الطفل بالوطن. د. زياد الحمام الأمن الفكري مهم لوحدة المجتمع يؤكد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل د. زياد بن عبدالله الحمام، أن الوعي الفكري أصبح ضرورة ملحّة في زمن كثُرت فيه التحديات والحملات والانحرافات الفكرية، ويتعلق الوعي الفكري بعقول الطلبة وفكرهم وثقافتهم، ويمنحهم الحصانة الفكرية بدوائرها الأربع: البناء، والنماء، والوقاية، والعلاج، فإذا تحقق لهم ذلك فتح لهم المجال للإبداع والتطور والنمو لحضارة المجتمع وثقافته. وبيَّن د. الحمام أن إشاعة الفكر الآمن المبني على الوعي الصحيح عامل مهم لتعزيز وحدة الوطن، والمحافظة على أمنه واستقراره، وتأتي الحصانة الفكرية من أجل المحافظة على الهوية الوطنية المتعايشة مع المتغيّرات الحياتية من خلال التأكيد على التمسك بكتاب الله «عز وجل»، وسُنة رسوله «صلى الله عليه وسلم» في القول والعمل ومواكبة المرحلة الحالية في الاهتمام بالمنصات التقنية، وإنتاج حزمة من البرامج المسموعة والمرئية المتوافقة مع تطبيقات التواصل الاجتماعي الحديث. د. أسامة شعبان الترابط الأسري يؤدي إلى الفكر السليم يرى أخصائي الطب النفسي في مستشفى الصحة النفسية د. اسامة شعبان، أن الإنسان يولد وهو صفحة بيضاء يمكننا تشكيلها كيف نشاء وتأتي بعدها مجموعة الأفكار والمعتقدات والسلوكيات التي يتلقاها هذا الفرد من خلال مجموعة من المؤسسات المتعددة، مثل الأسرة، المدرسة، المجتمع، الإعلام بجميع أنواعه كي تشكل أفكار ذلك الفرد، وينتج لدينا إما فردًا معتدلًا، أو متطرفًا ومنحرفًا في سلوكه وأفكاره، لذلك الجهد يجب أن ينصب على كيفية بناء هذا الفرد من قبل هذه المؤسسات بناء سليمًا ومعتدلًا بعيدًا عن الانحراف، ومن أهم هذه المؤسسات الأسرة. مبينًا ان الأسرة المترابطة المتكافلة هي من أهم العوامل التي تؤثر على شكل وطبيعة أفكار وسلوك الفرد، إذ إن الترابط الأسري هو من أهم عوامل التربية النفسية والفكرية والسلوكية السليمة التي تقي الفرد من الهروب واللجوء إلى مجموعة وبيئة أخرى غير الأسرة لحل مشاكله وصراعاته.