أعطت الندوة الحوارية الخاصة بطالبات تعليم المنطقة الشرقية في موضوع التعايش الوطني والتي استمرت سبعة أيام واختتمت أعمالها أمس الأول بتنظيم مكتب التعليم بغرب الدمام للبنات الفرصة أمام أمهات الطالبات بالمشاركة جنبا إلى جنب مع بناتهم في واحدة من القضايا الجوهرية. وتتحدث الندوة عن قضية التعايش الوطني بصبغة حوارية ارتقى فيها الأسلوب العلمي الذي ساهم في فهم أوسع لإبعاد مثل هذه القضية الوطنية الهامة، وذلك بجملة الطروحات التي وردت في هذا الباب من خلال التفاعل الذي نتج بين القيمة التربوية التي يمثلها عدد من التربويات في هذا الحوار من تعليم الشرقية والأمهات والطالبات والعمل على فتح التساؤلات بطريقة اتسمت فيها الاريحية والشفافية لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتعايش والوحدة وكيف يكون التكاتف الوطني والصف الواحد لصد مراوغات الخطط المشبوهة وردمها وتجفيف منابعها ولطم الفكر المخادع بمستوى من الوعي الرفيع لدى الطلاب والطالبات؛ بغية التماسك وتوثيق عرى التواصل مع كافة الشرائح الوطنية لتعزيز اللحمة الوطنية. وأكدت مديرة مكتب تعليم غرب الدمام للبنات سعاد الغامدي، أن الندوة الحوارية التي جمعت الطالبات والأمهات تعد خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح؛ لكون الندوة التي استمرت سبعة أيام بواقع ست مدارس يوميا إلى جانب المسابقات المقدمة في هذا المضمار والأعمال التي أثبتت فعلا مستوى فاعلا من التميز لدى الطالبات وقدرتهن في التعاطي مع هذا النوع من الفكر بذهنية واعية ومدركة، حيث تركنا لهن الفرصة في التعبير عن ذواتهن، مما كشف عن قوة متينة في شخصياتهن ومهارات عالية أبهرت اللجان المنظمة واستعداد كبير لخدمة هذا الوطن المعطاء. وأشارت إلى أن عميق الهدف من هذه الندوة الحوارية جاء بعد إطلاق معرض "تعايش" الوطني في الأسبوع الماضي والذي كان يتحدث عن أركان تتعلق بالأمن الفكري والإرهاب الإلكتروني والتعصب والاعتدال والوسطية، حيث أردنا أن نفعل هذه الأقسام بطريقة علمية ونربط المشاهدة للمحتوى الذي قدم بالمعرض من خلال صناعة أسلوب حواري تترسخ فيه القيمة الوطنية، ويأتي في مقدمتها التعزيز من مفهوم الأمن الفكري وغرس القيم والمبادئ الإنسانية التي تعزز من روح الانتماء والولاء لله ثم لولاة الأمر وترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين الإسلامي الحنيف وتحصين أفكار الناشئة من التيارات الفكرية الضالة وتربية الطالب والطالبة على التفكير الصحيح القادر على التمييز بين الحق والباطل والنافع والضار وإشاعة روح المحبة والتعاون بين الأفراد وإبعادهم عن أسباب الفرقة والاختلاف وترسيخ مبدأ الإحساس بالمسؤولية تجاه أمن الوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسباته. ولمحت سعاد الغامدي بأن الرسالة في ذلك سامية وتحمل هما وطنيا نسعى إلى تحقيقه، حيث تكمن رسالتنا التنويرية في التثقيف في كيفية بناء المحتوى الذي يخدم الفكر السليم ومحاربة الفكر الدخيل والمغشوش وتقديم المعلومات الصادقة التي تنساب إلى عقول الناس وترفع من مستواهم الثقافي وتنشر تعاونهم من أجل مصلحة هذا الوطن الأصيل. وأبانت المشرفة على الندوة الحوارية رئيسة قسم التوجيه والإرشاد بمكتب تعليم غرب الدمام نورة المهنا، أن التجليات التي ارتكزت عليها ندوة الطالبات والأمهات في موضوع التعايش الوطني، الوصول للمجتمع المدرسي وربطه بالأسرة لتصل بهدفها العميق نحو التصدي لكل عناصر الفكر الإرهابي والبعد عن التطرف والغلو عبر وسائل تثقيفه قدمت بعناية فائقة وشارك فيها مدارس متعددة بمستوى رائع وتمثل مشاريع فكرية تخدم الوطن والجامعات والمؤسسات المعنية بهذا الأمر، حيث وضعنا جملة أهداف رئيسة نشترك جميعا في التأكيد عليها؛ ومن ذلك الاعتزاز بالإسلام دينا وبالوطن ولاء والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري والبعد عن كل ما يناقض شريعة الاسلام أو يشرخ في بنية المجتمع والتأكيد على قضيه المسؤولية الاجتماعية والإنسانية والوطنية وحسن إدارة الأحداث والأزمات بمنظومة متكاملة متخصصة والإدراك الواعي للمرحلة التي يمر بها المجتمع والعمل على تخصيص برامج متخصصة ووطنية وبمهنية عالية تحفظ للمجتمع تكاتفه من أجل تحسين وعي أبنائه في قضايا مثل الأمن الفكري وغيرها. وأبانت المهنا أن الندوة نجحت في إكساب بنات الوطن منهجية سوية في التفكير وقدرة على تبادل الأفكار مع الآخرين وتعزيز روح الوطنية والأخوة داخل المجتمع وترسيخ ثقافة الحوار وأدب الاختلاف والحفاظ على المخزون الفكري وحماية المجتمع من الأفكار المظللة والفكر المنحرف والتعلم للعيش المشترك والقبول بالتنوع بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخرين والتعزيز من مفهوم التعايش الاجتماعي الذي يكسر شوكة التعصب القبلي ويزيل الحواجز النفسية بين طبقات المجتمع، ويقضي على العنف ويشيع المحبة والتعاون بين الناس، وتعايش أقتصادي كالتعاون في رفع مستوى الفقراء والشراكة المجتمعية في خلق فرص عمل لهم والتقدم بها في ميادين.