دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الاثنين، الأطراف المتحاربة في سوريا إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما في عموم البلاد. وقال جوتيريش: إن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوصيل المساعدات الضرورية، وإجلاء المصابين بجروح خطيرة من منطقة الغوطة الشرقية التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة وتقع خارج دمشق ويعيش فيها 400 ألف شخص تحت الحصار. وأضاف الأمين العام في افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، التي تستمر أربعة أسابيع: «ليس بوسع الغوطة الشرقية الانتظار. حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض». ضربات جوية من جانبه، قال مفوض حقوق الإنسان بالمنظمة الدولية الأمير زيد بن رعد الحسين: إن الضربات الجوية على الغوطة الشرقية تواصلت صباح أمس. يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الإدارة الصحية في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في بيان: إن أشخاصا عانوا من أعراض مماثلة لأعراض التعرض لغاز الكلور في منطقة الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب دمشق يوم الأحد وإن طفلا واحدا لقي حتفه. غاز الكلور وقال البيان الصادر عن الفرع المحلي لوزارة الصحة التابعة لحكومة المعارضة السورية المؤقتة: إن الضحايا وقائدي سيارات الإسعاف وآخرين استنشقوا غاز الكلور بعد «انفجار هائل» في منطقة الشيفونية بالغوطة الشرقية. وأضاف البيان: إن 18 شخصا على الأقل تلقوا علاجا بجلسات الأكسجين. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الحرب ومقره بريطانيا، مقتل طفل نتيجة الاختناق في الغوطة الشرقية. ونشر فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيما يبدو جثة طفل ملفوفة في كفن أزرق وبعض الرجال عراة الصدر والصبية يكافحون من أجل التقاط أنفاسهم وحمل بعضهم بخاخات للمساعدة على التنفس. وفي الأسابيع الأخيرة، اتهمت الولاياتالمتحدة نظام الأسد باستخدام غاز الكلور كسلاح مرارا. وتعرضت منطقة الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة لهجوم كيماوي كبير في 2013. وفي العام الماضي، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن نظام الاسد يتحمل مسؤولية هجوم في الرابع من أبريل 2017 باستخدام غاز السارين المحظور في مدينة خان شيخون، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وخلص تحقيق سابق إلى أن قوات النظام مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور في عامي 2014 و2015 وأن إرهابيي تنظيم داعش استخدموا غاز الخردل. مقتل مدنيين وفي السياق، قتل عشرة مدنيين على الأقل، تسعة منهم من عائلة واحدة في مدينة دوما جراء غارات لقوات نظام الأسد، على رغم طلب مجلس الامن هدنة في سوريا «من دون تأخير»، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن: أن «تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا جراء غارات لقوات النظام بعد منتصف الليل على مدينة دوما فيما قتل مدني عاشر صباح الإثنين في قصف صاروخي على مدينة حرستا». ومنذ الأسبوع الماضي تشن قوات النظام هجوما شرسا على الغوطة الشرقية وهي آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب دمشق. وطالب مجلس الأمن الدولي يوم السبت بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في كل أنحاء سوريا. وقال المرصد: إن قصف الغوطة الشرقية يوم الأحد كان أقل كثافة عن الأيام الماضية لكن 14 شخصا لقوا حتفهم.